أحزان مدينة/بقلم الشاعر مظهر ابوعايد



مظهر أبوعايد

                      .....................

شِتاءٌ يجيئُ 

ويمضي الشِّتاءْ 

يموتُ الصِّغارُ 

ليبقى الصَغَارُ

تسيلُ الدِّماءُ

لتبقى الدِّماءْ

ليُشْرِقَ بالحُزنِ 

وجهُ المدينةِ 

والكبرياءْ 

تقفُ على شُرفةِ الرَّوحِ

كأنَّما عناقيدُ حزنٍ

تلَظَّى عليها 

اصْطِبارُ  المساءْ 

تقول غداً 

يجيئُ الذى يستبيحُ الرُّقادَ

ويمنحُ المهدَ قبلةً

ويمنحُ العائدونَ

صكَّ اللقاءْ

تقولُ غداً 

سيطرقُ بابَ المدينةِ

فارسٌ مشرقىٌّ 

يُطْلِقُ من رِبْقَةِ "الأطْلسّىِ" 

قيودَ "اليمامةِ الزَّرقاءْ "

غداً سيأتي الذي

يمنعُ الخنساءَ خِصيانَ القبيلةِ

يمنحَ النخلَ طلعهُ

فى ثَرى "أوصرينَ "

فى ربى "الزهراءْ "

تمهلى أميرتى 

فلا فارسٌ سوف يأتي

ولا أولِياءْ

هذا زمانُ الزَّيفِ والدَّجالِ 

والتوريثِ  

والتَّدليسِ

والخُطَبِ البليغةِ

والبغاءْ

لا ترْقُبي الثأرَ في أمةٍ 

تُفاخرُ البغالَ الفُحولةَ 

أمةٌ تدَّعي البطولةَ 

مثلما

يدَّعي البطولةَ الببغاءْ

حياتنا مُتلفزةٌ

سيوفنا مُتلفزةٌ 

سِهامنا العرجاءُ 

معقوفةُ صوبَ خَصرِنا

رماحُنا شمعٌ وماءْ

خلفنا يركضُ الجُندُ

ودوننا السَّامرىُّ 

يبيعُنا عِجلَ الخُرافةِ 

والخَواءْ

سبعونَ عاماً

تأكلُ الجُرْذانُ أقواتَنا 

يلعقُ الذِّئبُ أعراضَنا

لا قدرةَ فينا 

تردُّ استلابَ الذُّبابِ

وتمنعُ الجبناءْ 

أىُّ الوَصايا سوف تُجدى ؟

والولاةُ تآمروا 

أنْ يرهنوكِ 

ويمنحوكِ

لقاء بعضٍ من بقاءْ 

أىُّ الوَصايا سوف تُجدى ؟

والحماقةُ فى لِحى الغِلمانِ

تستاكُ الشريعةَ 

بالدِّماءْ

ملَّ القميصُ "المَقْدِسىُّ" وِصِايةً

من صِبيةِ الصَّفقاتِ

والأزماتِ

والعُهرِ المُقنَّعِ 

والدِياثةِ والرِّياءْ 

كم كذبنا فى هواكِ

وادَّعيْنا 

وقتلنا بعضنا بعضاً 

كمْ كتبنا ألف شعرٍ 

ألف نثرٍ

وخطاباتِ رثاءْ

كمْ ذرفنا من دموعٍ 

زائفاتٍ خادعاتٍ

وقَبَضْنا .. فبسَطْنا 

وارتهنَّا شُهداء

كمْ من يهوذا 

باع عهدك وارتضىَ

بعضَ الدَّراهمِ 

والمناصبِ والإماءْ

يا جنةَ الفِردوسِ 

يا أيقونةَ المَلَكوتِ 

والنوُّارِ

يا أجملَ المدنِ الحزينةِ

يا دموعَ الأنبياءْ 

آهِ يا كلَّ الضَّحايا

والدَّم المَسْفوحِ

من أكبادنا

ليتَ شِعْرىِ 

ما الذى يُجديهِ شِعْرىِ؟

فى زمان الإنْحِناءْ

فتبرَّأى منَّا

وأنكِرىِ أنسَابنا

إذْ نَدَّعىِ

ولِتَقْطَعيِ حبْلَ الرَّجاءْ

حتى تعودَ كرامةٌ

بِيعتْ بلَيلِ خِيامِنا

بيعتْ ببخسِ كِلامِنا

حتى تعود الكبرياءْ 

اليوم أُعلنُ يأسَنا

اليوم أُعلنُ عجزَنا 

اليوم أُعلنُ موتَنا

فتَقبَّلى فينا العَزاءْ


                     

                          *******


*"أوصرين" و "الزهراء " قرى فلسطينية

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

يا عازف العود… .. الشاعر والمبدع علي جابر الكريطي

يا ساقي الورد لطفا بقلم الشاعر هشام كريديح

انتي وتيني // بقلم الشاعر عبد السلام حلوم