علي نفس النسق بقلم صلاح ابوعاصي
على نفس النسق
عندما مرّت بنا مرّ الألق
في شُعاعٍ ذابَ في ماء الحدق
لا تسألوني كيفَ حالي بعدها
كان في صدري فؤادٌ واحترق
لو رآها في حلاها أبكمٌ
قالَ فيها. في مزاياها نطق
لو رآها ناسكٌ متعبّدٌ
قام يهديهامن العين الفلق
عينها كالماء تجري كلما
جئتُ فيها سابحا أخشى الغرق
عينُ صقرٍ تقنصُ الطيرَ إذا
حامَ فيها لا يواريه الافق
رمشها جاءت به أعجوبةٌ
من ظليمٍ جادَ في ريش العنق
فمها الموصود يبدو باسما
خدّها قطعةُ حلوى في طبق
حدّثث في كل من نبراتها
نكهة الشاي المُذكّى بالحبق
والثنايا صافياتٍ كالسنا
أنفها حبّة لوزٍ ما فرق
شعرها ليلٌ بهيمٌ مُظلمٌ
وجهها بينَ ثناياهُ برق
عنقها لا شىء يبدو رائعا
مثلهُ إلا زجاجات العرق
إن رأتهُ الريم قالت للملا
وادّعتْ من سربِنا عنقٌ سُرق
في لُماها قصة النحلِ إذا
جاء يرويها على وردٍ عَبِق
خصرها يلوي كميزانٍ هوا
بطنها مطوي كما طي الورق
ظهرُ ذئبٍ إن تمطّى واقفاً
حُرّةُ الأطراف تمشي كالوشق
ساقها عودٌ نما في ضلّةٍ
خيزرانٌ أو على نفسَ النسق
صدرها فيهِ التمرّدُ باديا
يا لثوبٍ كاد ضيقاً ينفتق
كفّها أقلام ُ عاجٍ فاخرٍ
فيهِ أو فيهِ نهاياتٌ أدق
رجلها تمشي على وجه الثرى
مثلما يغشى الخَباراتْ الودق
صوتها شيئانِ في بعضهما
بحّة الناي وتسبيح الوُرُق
إسمها لا أدري إن مرّ الهوا
دون أن يأتي على الاسم اللبق
فيهِ تمّ ثمَ أمّ بعدها
جمِّعَ الأحرفَ يحلوّ النطق
قلتُ هل لي موعدا قالت بلى
أوعدتني إن هو الوعدُ صدق
آه يا دنيا المحبّةِ بعدما
جُزتُ عنها عاد لي حبٌ نزِق
صالح ابو عاصي
تعليقات
إرسال تعليق