جئتك بقلم فريدالمصباحي

 جــــئتُكِ ...


جئتُكِ أحملُ حقائبي

أعلنُ ٱستقالتي

وأقدمُ لكِ أوراقَ ٱعتمـــادي

أتمنّى أن تقبَلي

ٱعـــتذاري

ما كادت أشرعتي

تَحتَملُ ٱنتظاري

خُضتُ المعاركَ

كلّها حتى التي

كان فيها حَتفي

وركبتُ البحرَ

رغم أني أخشى

ويَقيني بِجَور

البِحارِ

قطعتُ أجاجَه

لآتيكِ بسرٍّ

من أسراري

جئتُكِ لأعتَرف

أنّ كلّ ٱمتحاناتي

معكِ قصمَت ظهري

ولم أعدْ آتيكِ

إلا ٱضطراري

فما قيمةُ حُضوري

بعد كلّ الذي

جـَرى ويَجري

مهلاً توقّفي إستَمعي لقلبــي

يُحدّثكِ عن

سرّ ٱنتِحاري

أقَدّم ٱستِقالتي

اليومَ ولا تُرجِيها

فلم أكَد أعبُر

الأنهارَ

بعد أن كان البحرُ

يَخشى عُبوري

مزّقتُ كلّ أوراقي

حتى التي نظّمتُ

على بياضِها

أشـــعاري

لم تَعُد تَهمُّني

تَضاريسُ

أرضكِ وأقول

للسّمـــاء

أمطِري أو لا تُمطِري

فالعُمرُ طال بي

ولم أعُد

أميّز بين الحجرِ 

والزهــــرِ

فكلّ أشيائي

الثمينةِ

تَجاوزَها الزّمنُ

فصارت لعبةً

للصغارِ

الموجُ إذا طالَ

ضربُه

يُفتّت أعتَى

الأحجارِ

إنتَظرينِي وٱسمعي

قصيدَتي ففيها

أعلنتُ ٱستِقالتي

لضعفَ حــيلتي

فتقبّلي ٱعتذاري 

وهذا آخرُ قراري ...

فريد المصباحي / المغرب

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

يا عازف العود… .. الشاعر والمبدع علي جابر الكريطي

يا ساقي الورد لطفا بقلم الشاعر هشام كريديح

انتي وتيني // بقلم الشاعر عبد السلام حلوم