غيّرْ بنفسك/ بقلم الشاعر حمدي أندرون

 

لا تدعِ الحلمَ يحشرُ أفكارَكَ في زِحام المكان 

يبتزُّ عبوديّةَ وجهِكَ للصلاة 

أنّى تكُ عبداً لفكرةٍ لم تلدْ 

في مملكةٍ بلا أقلام 

لا تدعْ أصابعَ الرّيح تهتكُ سترَ الصّباح 

  تحيكُ من هالة حضورِكَ شرنقةً

ومن دموع المطرِ في راحتِيْكَ ابتسامةً بلا شفاه 

لملمْ أوراقَ الخريف  وابتثرْ  من عباءة ظلِّكَ فإنّ  الشّمسَ

هي مَنْ ترسمُ دربَ المكان 

 مَنْ تحيلُ صحراءَ المكان ممرعةً بدانياتِ النّخيل 

لا تدعِ المكانَ الهاربَ من ظلِّكَ 

بظلمتِهِ وشذوذِ أفعالِهِ 

وكآبةِ الكلماتِ المسحوقةِ على أنياب شفتيك 

يغيّرُكَ

لا تدعْ خيالَ الصّورة 

يستعمرُ أحلامَ الوسادةِ 

وحمّى النّيسمِ 

تهيضُ جناحَيْكَ

في مملكةٍ بلا أجنحة  

لا تدعِ المكانَ المسكونَ بالضّجر

المحبوسِ بين أضلع جدرانِهِ 

المختنقةِ بضباب الوهم وأنفاسِ الصّمت  

بقهقهة العابرين 

من انحناء ظهرِكَ 

يغيّرُك 

مرّتْ سبعُ عجاف فوق ظهرِك

جعلَتْ من عمودِك الفقريّ سكةً حديديّةً

لعجلات قطارٍ هاربةٍ من إشارة المرور  المعكوسةِ الاتجاه

قفْ 

جوازَ سفرك 

إذا سمحْتَ على الطّاولة المشلولةِ القدمين

يديْكَ وراءَ ابتسامتِكَ 

سبعَ خطواتٍ وراء ظلّك

انفضْ جيوبَكَ لعلّكَ تحملُ بعضاً من أماني الوطن للخارج

بصمْتُ عينيِكَ على الكاميرا 

تهرولٌ بأسرارِ كَ المخبّأ ةِ في جيوب الذّاكرة

صوتُكَ مبحوحٌ لعلّك هتفْتَ طويلاً على الجسر 

تعاندُ ألاّ تعودَ

ترابُ الوطن يناديكَ 

تحلّلْ من غبار الحزن المتراكمِ 

على وجهِكَ بين قسماتِ جبينِكَ المتصحّرةِ من عطش المطر

تبسّمْ  لا تدعْ فوضى المكان

تغيّرُكَ غيّرْ بنفسك رتابةَ المكان


حمدي أندرون

سوريا 

 ٦/٦  /٢٠٢١

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

يا عازف العود… .. الشاعر والمبدع علي جابر الكريطي

يا ساقي الورد لطفا بقلم الشاعر هشام كريديح

انتي وتيني // بقلم الشاعر عبد السلام حلوم