في قبضة يدي لانهايات بقلم خالد فريطاس

 في قبضة يدي لانهايات 

تتوسد غبار الكون وتنام على الأبديه

تتربع على عرش الشهد والدموع

لا سقف يكفي لتغطية ذاك الكم من إعجاز أشيائي 

ولا طيف يحتمل أن يركب معي 

ولا يسألني عن شيئ

فسلة الإستفهامات أحرقت

ولا مجال للتعجب من روعة تتجلى في أروقة بين ماء وهواء

بين نار ونور يكتسي البنفسج عطرا بنكهة البقاء المقدسي

في قبضة يدي مالا قبله نفس ولا ورائه نفس وعرشه همس

ولا أبصرت الحروف كمثله والكلمات مطويات في لوح زمردي

لا قلم يستطيع الحفيف على جنبيه

ولا مداد يستوقف براهين اللامعقول كي يغير إطارات أسباب النزول على الطين

ولا عين هنا تتحمل إجلاء ما بين رموشها حين يتكلم باطن مبتور الدموع مع الدموع

في قبضة يدي أنا وإحساسي وفهرسة كراسي وجلاسي

وفضاء يركبه الضوء إلى أن يصير عدما

واستفهامات لا تطيق حبة خردل من جواب زمردي المعنى

وملايين السنين التي تزحف على بطنها

ومبالات لم تعد تكترث بمنطق الحرص

فالمسافة طويلة جدا جدا وبعيدة عن الوصول 

ومستحيل أن تهظم بدون عصارات فرضية الرجوع

لا شيئ قد يقتلني أو يوصلني للشيئ

وقد ينشر ملابسه وأنا في غفلة في العراء 

وأنا قابع محدود في حيز لا شية فيه

ولونه قاتم ولم يتجرأ يوما على إعلان ما كان ويكون

ولم يقاتل يوما على حصان دري ولم يحمل سيفا ودروع

في قبضة يدي ما ينتظرني وأنتظره ونحن أموات خارج الوقت

ما يحتويني وأحتويه ونحن في منفى عن مكاننا الإفتراضي

في قبضة يدي بندقيتي وعين جارية من شرايين أحيلت على النعاش

وجناية لم ترتكب وقد كانت بالأمس مع سبق الإصرار في الشروع

في هذا الهدوء الذي انشطر من العدم 

كل شيئ أصبح قابل للإشتقاق

وأنا مع قبضة يدي عنصران حياديان لا مجال لنا للعدو فوق القمر

لنا أمسية هناك في أدنى البعد

وحوار له حس سادس وديباج يستوي عليه 

وذهن خال من أمواج تغتسل مع الأصداف في يوم مطر

ولا صليب هنا مع الأقدمين ولا أصحاب عشرة وكلب يحرس العهد القديم ويسوع

وأيضا في قبضة يدي مسافات لا مسافات لها

تعبرني حين أستلقي على أطلال مقامات الفناء

وخدر يضاجع أناملا كانت تتأهب للمغيب مع نسخة الأصيل الأصليه

وغيابات كانت تصنع ألف قناع ثم قامت القيامة بين أيديها

ولم تجد لها ملجئا حين اكتمل نصاب الجذع وزكى الثمار والفروع

في قبضة يدي كل أنا 

وبعض مني كان يرتع في بوابات صفدت مدارات الزمن

وأنا وبعضي نلبس بعضنا البعض 

ونسلخ بعضنا البعض حين المشيئة الكونية تشاء

بعد النحر في أيام التشريق بين الإقامة والركوع

قبضة يدي وأنا فيها أرمم مرآة أمة أنهكتها جواري الملك

أنا ويدي وقبضتي نحفر قواعد وجود جديد متحرر من شبق الموتى

نمتص صدمات قبل الميلاد وبعد الميلاد

نلتحف ترهات بين الأولاد وقبل الميعاد

نجمع ما تبقى من شظايا الماء المكسر على تيجان الفقيه

ونختلس شيئا مع صواع أكله الصدأ حين ذهب لكنعان 

نتفلسف في صفقة القرن وأذان وبعبع كورونا

نتمنطق في اغتصاب البعل لبعلة ومفتي قال أنا ربكم

وأهل الكتاب لا نجس لا رجز ولا عمل لشيطانهم 

أشطط يا امرؤ القيس كي لا تعرى ولا تجوع

في قبضة يدي عقل لم يعقل ما عقل العقلاء

وسلم صعد لبوابة الروح يفتحها فتكسر على الرعاء

وبئر معطلة ومساكن يستفزها الريح كيف يشاء

ولعنة أصابت بعض أثر الرسول فصنعت ذئبا وعواء

وليلة عربية هلت قيناتها وأجنحة إشتراها الحكام ليطيروا فانقطع الرجاء

كنت إلى زمن قريب معتقل أنا وقبضتي وزنبقة ونسمة نرسم حوارنا على القضبان

نحاول إصلاح ذات البين مع الريشة والألوان

وها أنا لا قبل لي بشمس تجلدني كل صبح وتقيم صلبي عنوة 

كي أبارك كل من يحتويني بالمذلة والخنوع

الدكتور خالدفريطاس الجزائر