دعوني ؛؛؛؛الشاعر المتألق طارق المحارب

طارق المحارب..1/10/2018

دعوني..

دَعُوني عِندَ مُلْهمتِي دعُوني

أُمتِّعْ في مراياها عُيوني

و أَسألْها فتُحجمُ عن جوابٍ

وما أحلى الإجابةَ بالسُّكونِ !!

قضيْتُ العمرَ أعشقُها جنوناً

وعقلي لايَملُّ منَ الجنونِ

ثَراها حاضِني وانا صغيرٌ

واحجارٌ لها إنْ طاردوني

أنام مُكرَّماً  ماءٌ  وزادٌ

وخيرٌ وافِرٌ إنْ جوَّعوني

فلا خوفٌ عليَّ ولابكاءٌ

وَتحْتَ ظِلالها تغفو عيوني

هيَ الأمُّ الرَّؤومُ وكمْ بَنُوها

بكلِّ حفاوةٍ قدْ أكرموني !!

وُلِدْتُ أسيرَها ما اشتقْتُ يوماً

إلى أهلٍ سِواها يأسروني

بلاديْ أنتِ في قلبيْ نشيدٌ

ولحنٌ أوحدٌ لو خيَّروني

على كبدي ضياؤُكِ مُستريحٌ

يسامرُني فيُنسيني شُجوني

ويسكرُني وما خمري بخمرٍ

ومانفسي تتوق إلى المُجونِ

ولكنْ عينُ فاتنتي مُدامٌ

إذا نظرتْ جهلْتُ فعقِّلوني

بلادي يا شقيقةَ كلِّ نُورٍ

أنا من ثديِ حبِّكِ أرضعوني

انا العربيُّ من ألمي اغنِّي

وفي نفسي غزاةٌ شرَّدوني

أما من موعِدٍ يأتي لنَحْيا

ونُشرِبَ ذلَّنا كأسَ المَنُونِ ؟!

غزاةٌ البحرِ ليسوا أقوياءً

 ولكنِّي فتحْتُ لهم حصوني

ابايعُهمْ وقومي في صراعٍ

فجاؤوا بالبوارجِ يصرَعوني

أضعْتُ القومَ من عبَثٍ ولَهوٍ

وهمْ مثليْ بلهوٍ ضيَّعوني

أضعْتُ مآثريْ وغَدِيْ ونَفْسي

ومارقَّتْ لفاجعتي سِنُوني

فصرْتُ كمَا الدُّمى نحتاً ونَسجاً

تزورُ متاحفَ الدُّنيا عُهُوني

أُباعُ واُشتَرَى بالبَخْسِ طوعاً

 ومِن بعدي سيتبعُني بَنُوني

افِقْ ياأيُّها اللاهي بعظمٍ

وهلْ جسَدٌ يُقاتُ بلا دُهونِ ؟!!