إلى فلسطين ؛؛؛؛؛الشاعر المتألق شهم بن مسعود

معارضة لقصيدة " بانت سعاد"  لكعب ابن زهير   
    
شعر شهم بن مسعود            (البحر البسيط)    

                    إلى فلسطين

غَابَتْ إِنَاسُ فَبَالِي اليَوْمَ مَشْغُولُ 
جَاءَتْ فَبَانَتْ عَلَى وَجْهِي تَهَالِيلُ

سَمْرَاءُ نَجْلَاءُ مَضْفُورٌ جَدَائِلُهَا 
وَ القَدُّ مَمْشُوقُ مَا أَبْدَتْهُ مَعْدُولُ

حَيِّيَةُ الطَّبْعِ مَحْمُودٌ خَلَائِقُهَا 
خِمَارُهَا أَبْيَضُ لِلْكَعْبِ مَسْدُولُ

رَوْحٌ تَبَسُّمُهَا عَذْبٌ تَرَنُّمُهَا 
كَلَامُهَا دَافِئُ رَنَّانُ مَعْسُولُ

جَمَالُهَا عَبَقٌ عُيُونُهَا سَهَرٌ  
وَ الهَمْسُ فِي الأُذْنِ قُرْآنٌ وَ إِنْجِيلُ

تُنِيرُ ضِحْكَتُهَا رُوحِي وَ تُبْهِجُهَا  
كَمَا أَنَارَ بِجَوْفِ اللَّيْلِ قِنْدِيلُ

تَرْمِي بِمُقْلَتِهَا قَلْبِي فَتَأْسِرُهُ 
لَا يَسْتَطِيعُ خَلَاصًا فَهوَ مَغْلُولُ

مَشْيًا أُتَابِعُهَا لَوْ أَنَّهَا إِرْتَحَلَتْ 
لَوْ كَانَ يَفْصِلُنَا الصَّحْرَاءُ والنِّيلُ

إِلَى فِلِسْطِينَ تَهْفُو النَّفْسُ رَاغِبَةً 
لَهَا حَنِينٌ وَ إِسْرَاعٌ وَ تَعْجِيلُ

أَرْضُ السَّمَاحَةِ وَ الأَخْلَاقِ وَ الكَرَمِ  
غَرَّاءُ شَمَّاءُ فَوْقَ الرَّأْسِ إِكْلِيلُ

مَسْرَى نَبِيٍّ كَرِيمٍ لَا نُبَدِّلُهُ 
مُسْتَوْثَقٌ صَادِقٌ بِالحَقِّ مَرِسُولُ

شَعْبُ الجَبَابِرَةِ لله دَرُّهُمُ  
بَيْنَ الضُّلُوعِ لَهُمْ حُبٌّ وَ تَبْجِيلُ

هُمْ اللُّيُوثُ إِذَا مَا الحَرْبُ قَدْ حَمِيَتْ  
فَلَا يُخِيفُهُمُ جُنْدٌ وَ أُسْطُولُ

إِخْوَانُ صِدْقٍ مَغَاوِيرٌ سَمَادِعَةٌ  
صَغِيرُهُمْ فِي الثَّنَايَا قِيلُهُ القِيلُ

السَّبْعُ وَ الصَّقْرُ فِي الأَجْوَاءِ تَرْهَبُهُمْ
وَ الإِنْسُ وَ الجِنُّ وَ العَنْقَاءُ وَالغُولُ

 مُسْتَبْسِلِينَ حَوَالَيْ مَسْجِدٍ عَطِرٍ
لَمْ يُثْنِهِمْ قَطُّ إِبْعَادٌ وَ تَرْحِيلُ

يُجَاهِدُونَ عَدوًّا كَاذِبًا أَشِرًا 
مِن المَخَازِي تُغَطِّيهِ سَرَابِيلُ

يُضَارِبُونَ عَلَى الرَّايَاتِ وَحْدَهُمُ 
فِي أَزْمُنٍ أُنْزِلَتْ فِيهَا السَّرَاوِيلُ

اللهُ نَاصِرُهُمْ إنْ أمّةٌ خَذَلَتْ 
وَ الخَاذِلُ اليَومَ ذَا لَا بُدَّ مَخْذُولُ

و العُرْبُ نَائِمَةٌ صُمٌّ مُمَزَّقَةٌ  
لَا يُرْتَجَى نَفْعُهُمْ فَالكُلُّ مَشْغُولُ

فَفِي الرِّيَاضِ لِقَاآتٌ مُبيَّتَة 
وَ فِي المَنَامَةِ تَطْبِيعٌ وَ تَهْلِيلُ

وَ فِي الكِنَانَةِ أَنْفَاقٌ مُهَدَّمَةٌ  
وَ فِي عُمَانَ لِصَوْتِ الحَقِّ تَرْذِيلُ

صَنْعَاءُ تَشْكُو مِن العِلَّاتِ جَائِعَةً  
لُبْنَانُ يَشْغَلُهَا رَقْصٌ وَ تَطْبِيلُ

وَ ذِي دِمَشْقُ لَهَا دَمْعٌ مُرَقْرَقَةٌ  
وَ ذِي العِرَاقُ بِهَا قَتْلٌ وَ تَنْكِيلُ

وَ ذِي حِمْصُ تَدْفِنُ قَتْلَاهَا وَ ذِي حَلَبُ 
عَلَى رُؤُوسِهِمُ تُرْمَى البَرَامِيلُ

مَاذَا تُجِيبُونَ إِذْ مَا اللهُ سَائِلُكُمْ 
يَومُ القِيَامَةِ فِيهِ الكُلُّ مَسْؤُولُ

لَنْ تُفْلِحُوا إِنْ وَثِقْتُمْ فِي مُعَاهَدَةٍ  
وَ هَلْ مَوَاثِيقُهُمْ إِلَّا الأَبَاطِيلُ

إِنْ تُسْلِمُوهُمْ فَإِنَّ اللهَ يَمْنَعُهُمْ 
عِنَايَةُ اللهِ تَحْمِيهِمْ وَ جِبْرِيلُ

وَ فِي الفُؤَادِ كَلَامٌ بِتُّ أَسْمَعُهُ  
لَكِنَّنِي اليَوْمَ خَانَتْنِي التَّفَاعِيلُ

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

يا عازف العود… .. الشاعر والمبدع علي جابر الكريطي

يا ساقي الورد لطفا بقلم الشاعر هشام كريديح

انتي وتيني // بقلم الشاعر عبد السلام حلوم