القدس ؛؛؛؛الشاعر المتألق طارق المحارب

طارق المحارب ..
28/8/2019 

القدس ..

مذبوحةٌ .. 
 تحيا برغمِ جراحِها
وبرغمِ نزفٍ للدِّماءْ
مقتولةٌ ..
لكنَّها تجري على طرقِ النَّجاةِ
وتدفعُ الأكفانَ عنها والفناءْ
يا لَلجميلةِ كيفَ فاقتْ بالجمالِ ..
جمالَ فاتنةِ النِّساءْ  ؟!!
يا لَلْمليحةِ كيفَ شاختْ ..
ثمَّ شبَّتْ منْ جديدٍ ..
ثمَّ شاختْ ثمَّ شبتْ  !!
يا تُرى هلْ هذهِ مُعجزةٌ 
 امْ إنَّها في الحُسنِ فاتحةُ النِّساءْ  ؟!!

ظلْمٌ و إظلامٌ 
وذئبٌ دائماً يهوى العواءْ
وبنادقٌ ومدافعٌ حولَ الأسيرةِ ..
إنَّما تبقى برغمِ مصائبِ الدُّنيا ..
يضاحكُها الضِّياءْ  !!!
تبقى على الشُّهداءِ تذرفُ دمعها
لكنْ إذا ناحتْ تعودُ إلى السَّكينةِ ..
حيثُ يملؤها الرجاءْ .
قتلوا ذويها منْ شبابٍ ورجالٍ ..
و نساءْ
لكنَّها بقيتْ كما كانتْ مدينةَ أمَّةٍ
تسمو بأعظمِ كبرياءْ

زيتونُها الاخضرُ مازالَ بهِ
عبقُ الصَّحابةِ مالئاً عرضَ السَّماءْ
عمرٌ يقبِّلُ ثغرَها
 وعلى الثَّرى مطبوعةٌ
خطواتُهُ ..
وكذا على آثارها ..
مرسومةٌ اقدامُ كلِّ الأنبياءْ  !!
صلبوكِ يا مسرى الرَّسولِ ..
وهكذا منْ قبلُ عيسى ..
 قبلَ انْ يصعدَ حيّاً للسَّماءْ
صلبوكِ فازدادتْ حياتُكَ ..
إنَّما في دهرِنا ما بينَنا نشبَ العداءْ  !!

أبناءُ يعربَ عابثونَ ..
بما لديهمْ منْ غباءْ
بالحربِ فيما بينَهمْ
ويقاتلونَ بطونَهمْ ..
وكأنَّهمْ خلقوا يحبِّونَ الجنائزَ
والمراثي في العزاءْ  !!
يحيَونَ لكنْ مابهمْ إلا جسومٌ ..
دونَ قلبٍ دونَ عقلٍ دونَ فكرٍ
دونَ وجهٍ فيهِ ماءْ  !!
يتسابقون إلى المحافلِ يرقصونَ
يُصفِّقونَ منَ الصَّباحِ إلى المساءْ  !!
كي يرجعوا ..
 وقرارُهمْ اُملي و كلٌّ عندِهُ
الإعلامُ يبدأُ بالمديحِ وبالثَّناءْ  !!

 نمضي على طرقِ الهزائمِ .. 
 باحثينَ عنِ انتصارٍ ميِّتٍ
 وإذا وجدنا فيهِ رمْقاً ..
فتنةٌ منَّا تُصيِّرُهُ هباءْ
فلمَ المنابرُ والخطاباتُ التي ..
منْ بعدِها تُغتالُ احلامُ الفداءْ  ؟!!
قدرُ العروبةِ هذهِ الأيَّامَ أنْ تُعلي الغزاةَ ..
و تنتفي هيَ للوراءْ
قدَرُ العروبةِ هذهِ الأيَّامَ انْ يُمسي العدوُّ حليفَها
ليقاتلوا جنباً إلى جنبٍ  بقيَّةَ اصدقاءْ  !!
والكلُّ يرتادُ المساجدَ للصَّلاةِ صبيحةً وظهيرةً  و إذا بهِ  ..
يمسي يهوديَّ الهوى بعدَ العشاءْ !!

يا قدسُ يا مسرى الرَّسولِ محمَّدٍ..
عانيتِ ما عانيتِ حتَّى لمْ يعد ..
 يُجدي معَ الألمِ البكاءْ
هانحنُ نملكُ كلَّ شي ءٍ في الدُّنى ..
لكنَّنا رغمَ الغنى  ..
رغمَ الرَّفاهيةِ التي قدْ اتعستنا والثَّراءْ
 نحيا كانَّا رغمَ كلِّ قصورنا ..
مثلَ العصافيرِ التي نامتْ على الأشواكِ في وسطِ العراءْ  !!
فلتصبري يا قدسُ  إنَّا امَّةٌ ..
اتتْ المصائبُ كلُّها تُزري بنا .. 
 كالمحلِ يمنعُنا العطاءْ
وغداً سنزهرُ من جديدٍ طالما
فينا الرِّسالةُ و الكرامةُ  والسَّخاءْ
فاستبشري خيراً بنا ..
وإلى اللقاءْ .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

يا عازف العود… .. الشاعر والمبدع علي جابر الكريطي

يا ساقي الورد لطفا بقلم الشاعر هشام كريديح

انتي وتيني // بقلم الشاعر عبد السلام حلوم