حكايات خلف الأواب المغلقة // الكاتبة سميا الدكالي

هع# حكايات_خلف_أبواب_مغلقة

هي حكايات معظم النساء التي  تعيش  خلف جدران بيوتهن . تحتلف الأحداث والحكايات  وتظل المعاناة واحدة.

#الجزء_الثالث       #حكاية_أمل⚘

تساءلت فاطمة ماذا فعلت لها؟ أي أم هذه حتى تظلمها وتكرهها . كان عليها أن تعاملها كابنة لتسعد ابنها .لكن للأسف قدرها أن ترمى بين يدي من لا يحب سوى نفسه. لم تستطع فاطمة فعل شيء سوى أنها تذرعت لخالقها، صلت كثيرا في خلوتها مناجية ربها أن يقتص لها. تعرف أن الغيرة هي سبب كل ذلك. فقد أكلت من قلب الأم حتى أعمت بصيرتها. 

هي مشاكل نعاني منها وستظل تحيا معنا، فالحماة لاتقتنع بضرورة التخلي عن الإبن لزوجته. وأنها انتهت مهمتها إلى هنا، وهذه سنة الحياة يجب الرضوخ والاستسلام لها. من شدة وجع فاطمة وانكسارها حاولت أن تتظاهر باللامبالاة . ربما إذا حضر ونظر في عينيها قد يصدقها ويتوصل إلى كذبة أهله.

بقيت حزينة لا رسائل تصل منه، ولاصوته تسمعه ليطفىء لهيب حبها. تعيش على أمل واحد أن يصدقها حين عودته حتى طال انتظارها وأصبح عليها مفروضا ذلك الانتظار المميت. تمنت لو كان انتظارها سيمفونية جميلة من الشوق واللهفة والحنين، لم تكن تتوقع أنه سيتحول إلى كابوس لتطول فيه ساعات نهارها تقضيها وعيونها على الهاتف ربما تصل رسالة أو رنة منه، تنهي كل ذلك العذاب الذي هي فيه.

فربما لو سمعها وترك لها فرصة الحكي والدفاع عن نفسها لتوضحت أمورها. فما أصعب أن يصدر القاضي حكما على المتهم دون أن يسمع دفاعه. 
حاولت المسكينة أن تبعث في نفسها الأمل الذي بدأ يتبدد ويذوب كشمعة أمامها، لكن دون جدوى تشعر أن أحلامها تحطمت، وأصيبت بالخذلان أمام أول تجربة لها في الحياة. أفقدتها الإحساس بالأمن والأمان حتى باتت تخاف من المجهول. 

فما تخيلت يوما أن الحياة ستفاجأها وتغير نظرتها لها إلى نظرة تشاؤم وحزن. وهي من كانت قبل زواجها مفعمة بالحب والحيوية، كزهرة تنثر حبيبات الطلع على كل من حولها، لتعطر الجو عبقا. الآن أمست ذابلة تساقطت أوراقها في بيت الزوجية. لم تذق طعم السعادة سوى لحظات وماسمعت منه إلا كلمات ذهبت مع الريح وكأنها لم تكن.

ندمت على عشق منحته إياه لم يكن يستحقه بل خذلها وهي مازالت في بداية مشوارها. 

       #سميا_دكالي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

يا عازف العود… .. الشاعر والمبدع علي جابر الكريطي

يا ساقي الورد لطفا بقلم الشاعر هشام كريديح

انتي وتيني // بقلم الشاعر عبد السلام حلوم