ضياع في معترك الزمن بقلم الشاعر المتألق عبد الكريم تقي
ضياع في معترك الزمن
رقص الزمان على شراع مشيبي
متحجرا بمدامعي وغروبي
لبست به حلل الحزون محاجري
وتقطرت دمعا بحلق نحيبي
وتسلحت غصص السقام بمفرقي
فطغت على جفن الليالي كروبي
تتناوش الاحزان نوم مضاجعي
وتمزق الاوهام ريح جنوبي
كم شاهدت أفقي الجريح مضرجا
بدماء روحي وانتفاء طروبي
ليفر نومي من سهاد مخدتي
ويحيك لي أرقا يضم هدوبي
ورقاء قلبي كم ينوح بها الدجى
متقاتلا مع همستي ودروبي
والساحل المهموم يغرق شرفتي
والمكحل المهزوم أضحى رقيبي
عبثت بنا الايام حين ترجلت
واستفحلت بمهارة التصويب
برصاصها اعترضت قوافل رحلتي
سفكت ضيا قلبي دماء سكوبي
فاسمع أزيز الموت يسحق اجفني
ويرش سما في اعتلال غريب
قد تطمع الاحلام لكن لا ترى
إلا سياط القهر والتخريب
لعقت دماء الصبر فانبجس المدى
ظلما خبيثا غادرا لطروبي
مد الخريف أناملا فتناثرت
أوراق عمري في رصيف ندوبي
يبست تجاعيد الحزون بمهجتي
وتسللت رقطاء فوق لهيبي
أواه يا عمر الصبابة كم شدت
فيك المباهج وانتشت بشروبي !
أواه كم رقصت زهور خمائلي
وتجملت بقصائد المحبوب
وتطلعت نحو الجمال عرائسي
لكواعب أترابهن حبيبي
وثياب روحي البستها محاجري
وسقتها من عسل الحنان حليبي
يا حسرتي درج الزمان مغربا
متظللا بمدامعي وحروبي
يا حسرتي من بي يطير جناحه
نحو الشباب مسافرا بقلوب
ضاعت ليالي البدر والتحفت دجى
عتما يضم مكاحلي وهروبي
فاستنزفت مني الجراح سكوبة
وتمشطت بدمي وصمت كروبي
قد ودعتني زهور عمري تساقطت
تخفي وراء الليل دمع شحوبي
وطغى الوداع على شجون سفينتي
حتى توارى بها دواء طبيبي
حضنتني اكفان اليراع ولم تزل
ترثي فترسل مهجتي بنحيبي
تعليقات
إرسال تعليق