كلمات إل ميت بقلم الشاعر المتألق عادل المنصور


 ----- كلمات إلى ميت -----


عندما تدوي الكلمات من أعماقك.

يجرفني الحنين إلى قلبك.

حتى بلا صراخ أو ضجيج.

يدعوني لأنعي نفسي...


حين تصلب على محراب المعاني.

لأتجرع أشد الآلام رهبة.

كأنها النيران تمتحن ذهبي.

يرعب داخلي ذاك الإحساس بالندم.

على سنين مضت.

لا سبيل لإسترجاعها...

لا سبيل لبث النور في سوادها.


ثقيلة هي العزلة، كلحظات الحقيقة.

وقعها مدوي، قاتل...

كالإحساس المخجل بالسقوط.

فمن ذا القادر أن يدين نفسه ؟

أن يحاسبها بصدق، على كل زلت مضت.


من ذا الذي يملك سلطة الكلمات ؟

ليسكبها جمرا على ذاته.

ليتطهر .... 

ويتخلص من ذاك الوهم بالفضيلة.

أو فتات الأنا الباقية...

التي توهمه بالإستثناء. 


يحترق داخلنا من السخط.

من صور ثابتة، تتراقص في الوعي.

ترفض أن تندثر...

تداري المجهول الغابر.


لتترك الحمم تقطر كالشمع.

تحفر ندوبا، بدل أزهار الياسمين.

فزهرة الحياة القديمة.

تعرف أكثر مما نعرف.


وجدت نصفنا الآخر.

خمنت ضياعنا من زمان.

كتبت الصحيفة تلو الصحيفة.

لمن لا يقرأ...


وها هي الجبال تتجلى في هدوء.

كأرض طيبة بكر.

أقسمت كما أقسم الأولون.

أن يدفنوا حنين المكان في قلوبهم.


فالأحلام ما عادت تتحقق.

بقيت صورا بلا روح.

ران على محياها شبح الموت.

وأعشاب البحر اليانعة.

فقدت رائحتها المتناغمة مع الماء.


تعاود المجاديف صراعها الأزلي. 

كل يجدف معاكسا، من داخلنا...

يحاول فتح باب لعالم أفضل.

قد يغيب فيه القمر للحظات.

لكن النجوم تسطع ببريقها الوهاج.

تبيد الابواب الأخرى…

تجهض ما تبقى من أحلامها.


فأي معنى تتشربه الحياة.

بعيدا عن ربات الشعر.

بعيدا عن لواعج الأنا وهي تحتضر.

أي معنى تنطقه الأعماق مجددا.

حين يهيمن سلطان العقل.

على أنفاس العصافير وزقزقتها.


ويخلق الصورة الواحدة المدركة.

التي منها البدايات...

أين أنت أيها الليل ؟

بعد ذوبان سوادك...

أين أنت أيها الصراخ ؟

وأنت تصطدم بالفكر الميت.


يجرفني الحنين مجددا.

إلى بؤس الكلمات...

إلى عبق النار وهي تلتهم بقايا الحب.

مهلا أيتها السماء...

فأناي تلفظ آخر البقايا من الجسد. 

تكفر بهذا الركام...

لترسم طريقا إلى وهج الحياة.


@ محب الحكمة @

- عادل المنصور -

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

يا عازف العود… .. الشاعر والمبدع علي جابر الكريطي

يا ساقي الورد لطفا بقلم الشاعر هشام كريديح

انتي وتيني // بقلم الشاعر عبد السلام حلوم