بلى يا صانع النبيذ بقلم الشاعر المتألق نزار احمد داود


 بلى ياصانع النبيذ

كتبت والمداد دمي في تلك المآقي

فكيف وقد جف أن أنصف الباقي

يعذبني في هواه ويرتضي ألمي 

كظبيٍ في المروج ويحسن التشاقي

شواردٌ ضمارٌ والأرض في جنانها

شفاهٌ وألحاظٌ كبرقٍ يعمي أحداقي

حرير على المتنين وأنا خلفها 

رأيت جنادل المران بين السواقي

وكانت ظلال الأشجارتحجب الشمس

وللأغصان ذكاء في التدلي والتلاقي

تغني الأميرة بلغة الهند ورقصها

ويستجيب الصدر والخصر والساقِ

دعاني له كل مافيها وقد صرت 

كطفلٍ يمسك بالثوب خشية الفراقِ

فياترى من صنع النبيذ ألا يدري

بأن الخمور تأتِ من قطرها الرقراق

وأن نهداها يصنعان منه عطرها

إذا ماالماء بالغدير لفها بإشفاقِ

وينحني ذاك الماء بلا خجلٍ وقد

تناسى الفيزياء وزاد في إحراقي

فلاح الظل مني فأجفلت تلملم 

بما وهبها الله من حسنٍ وإشراقِ

فماذا يستطيع الكفان عني إخفاؤه 

فبين الأصابع تبدى عناقيد ودراقِ

تلعثمت وعصى أمرها كل مابها

ونُبْلي أدار ظهري وأرغم إطراقي

كفارسٍ قاد جيشاً في كل زمنٍ

لألف انتصارٍ إلا بها تم إخفاقي

ففي أجزاء جسدي آثار خيامٍ

تعلم الجمال فيها إشباع أشواقي

تعلمت أطباع النساء في مدرستي

وجدت مايخفين قوافلاً وأسواقِ 

أرى حبلهن ثعبانٌ وليلهن ضبعٌ

ومكرهن طوفانٌ قد أباح إغراقي 

فوجهٌ لاينقص الشمس إلارداؤه

أعادني للصفر وعاد خلط أوراقي

أسير حربها وظهري لها خرجت

وقطر الماء من بين صفاح وأطباق

بصمتٍ يعلو صراخ شعرٍ مبللٍ

وريحٌ تُقلُّ رذاذاً حتى آخر أعماقي

ويدٌ تسللت نحوي كيد سارقةٍ

ألا تمسك ضفيرتي وأكمل الباقي

بلى ياصانع النبيذ ألم تكن تدري 

بأنها النبيذ وأنها الخمر والساقي

بقلمي أنا نزار أحمد داؤد في 2 حزيران 6773 عام سوري

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

يا عازف العود… .. الشاعر والمبدع علي جابر الكريطي

يا ساقي الورد لطفا بقلم الشاعر هشام كريديح

انتي وتيني // بقلم الشاعر عبد السلام حلوم