لا أحد يغادر مدينته !/بقلم الشاعر الضرس مصطفى

 


 لا أحد له الرغبة في مغادرة مدينته ،

 إلا إذا طرده أهل بيته ،

 إلا إذا لم يعد منزله يسمح له بالبقاء ،

 إلا إذا شعر بالتهديدات الحارقة على رقبته ،

 إلا إذا كان بيته يهمس بصوت عال في أذنه ، غادر !

 إلا إذا كان يعيش في فم سمكة قرش ،

 إلا إذا بدا له البحر أكثر أمانا من الأرض.


 لا أحد يريد أن يهرب عبر الحدود ،

 لا أحد يحب أن يقضي الأيام و الليالي في بطن شاحنة ،

 لا أحد يريد أن يزحف تحت الحواجز ،

 لا أحد يريد أن يتعرض للضرب و لا أن يتقبل الشفقة ،

 لا أحد يختار مخيمات اللاجئين و لا دخول السجن.


 لنعطي أبناءنا حياة كريمة في مدينتهم ،

 العدل و المساواة ،

 التعليم و الشغل ،

 الصحة و العلاج.


 لكي لا يغادروا مدينتهم ،

 لا ندع أحدا يدفع بأطفالنا إلى قوارب الموت ،

 لنجعل المدينة أكثر أمانا من السجن ،

 لنجعلها أفضل من بطن شاحنة ،

 لنحاسب الأيادي التي تمتص دماء مدينتنا ،

 لنحبب لأبناءنا النشيد الوطني و  جواز السفر.


الضرس مصطفى المغرب.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

يا عازف العود… .. الشاعر والمبدع علي جابر الكريطي

يا ساقي الورد لطفا بقلم الشاعر هشام كريديح

انتي وتيني // بقلم الشاعر عبد السلام حلوم