الشاعر د. العزوزي عبدالرزاق// ألم تلاحظ


 # ألم تلاحظ#....


    ...الم تلاحظ انهم 

كفوا على  ان يكونوا وشاحا لك

يلوحون به ليرشدوك  نحو الهدف 

كفوا على ان يكونوا ظلالا ورافة 

تحميك حر الشمس ..ظلام القيد 

كفوا على ان يكونوا حظنا دافئا 

يوقيك بردا قارسا في عز الشتاء 

كفوا على ان يكونوا صدرا واسعا 

يتقبل هفواتك و أحطائك العابرة 

....   الم تلاحظ انهم ....

اضحوا يتربصون بك في المنعطف 

عند الممر القريب 

في الساحات ..في الازقة القديمة 

في المنعرجات و عند محطات الباص 

تشابكت اياديهم بأيادي اعدائك 

يا سبط الواقفين على خط اللاعودة

.    ...الم تلاحظ انهم .....

وضعوا امامك الف سياج وسياج

اغلقوا المنافد ....دمروا الجسور 

اهلكوا كل صلة تربطهم بعاداتك 

نفخوا في الصور ...تنافحوا شرفا 

وتباروا فيما بينهم ان يسلبوك 

كل شيء يخصك ...

شرايين قلبك ...اوردتك التي تسقيك 

عهدا ...تسقيك وعدا ...تسقيك بردا 

هواءا نظيفا يهدهد احساسك 

اتجاه المرحلة ...اتجاه المسألة 

  .....ألم تلاحظ انهم ....

قاوموك خلسة ...حاربوك تحت المنظدة 

دون ان تدري ما يجري 

سألوك مرة عن المجد ...عن العلا 

عن الناقوس ...عن الجرس الذي 

يهز كيانك عند المغيب...عند الشروق 

على مدار يومك المضني بحثا عن نجمة 

صبح في لياليهم الداكنة ...المكفهرة 

دون ان يحصلوا على انش من مساحتك 

دون ان ينعموا بروح الاطمئنان 

بهدوء السؤال المجلجل داخل اوصالهم 

حالوا دون اكتشافك لهول المقصلة 

منعوا عنك ضياء القمر ...شعاع الشمس 

رائحة البنفسج ...وعطر الياسمين 

لم تعد لهم من ظنون ...لم تعد لهم من هموم 

سوى الوقوف على ناصية حلمك 

ليغتالوه في المهد صبيا ...ليقدموه 

قربانا لنهر الجبروت المتدفق 

لوقف نزيف فيضانه الوحشي ..المدمر 

الذي لن يستتنيهم في حفل تقديم القرابين 

سيسحقهم كما سحق الدي من قبلهم 

ولكن لا يعلمون ....قد يعلمون 

ولكن هو الفتات وما يشتهي 

هو بقايا الموائد في الحفلات الماجنة 

هو اشتعال الردة في زمن النكوص 

هو اطلالة الخيانة من نوافد حصون الروم 

   ....الم تلاحظ انهم .....

سينفدون خطتهم البغيضة 

سيلقون بك في غياهب الجب 

رغم استنفاد ما تبقى من وقتهم 

رغم انتحار  اخر طقوسهم الزائفة 

واخر معابدهم المترهلة 

ولانهم يبغضون  كل اسمائك 

كل تيمات الباسلة فيك 

كل الحكمة ...كل كتب التاريخ 

كل اشراقة بشرية منك وفيك 

كل المدائن الحرة... كل المسالك الوعرة 

فأنهم كفوا على ان يكونوا حصنا لك 

كفوا على ان  يكونوا قلاعا امنة لك 

بل وشيعوك حيا 

قدموك عشاءا فاخرا 

صيدا تمينا لوحوش البراري

كي يرقصوا على جسدك 

حتى يصابوا بداء الشلل ......

.

....ولكن لم يلاحظوا  ....

   ولم يخطر على بالهم 

ان حزمة الرماد ستشتعل من جديد 

لتحيي الروح والجسد 

وترسم تفاصيل النهر والبلد ....


بقلم د العزوزي عبد الرزاق ..... مراكش المغرب ....

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

يا عازف العود… .. الشاعر والمبدع علي جابر الكريطي

يا ساقي الورد لطفا بقلم الشاعر هشام كريديح

انتي وتيني // بقلم الشاعر عبد السلام حلوم