الشاعر عباس خلف عباس // لها وحدها تهدل الحمائم

 " لها وحدَها تَهدُلُ الحَمائِمْ "

أَطيرُ بينَ الحرفِ والمعنى ..

على جناحِ نسمةٍ  تومئُ  للولهى أنْ هَلمّوا ..

فقد آنَ وقتُ التحليقِ على حوافِ الشطآنِ المنسية ..

لَحنا يَنسابُ شعاعا  يتكسرُ مع الموجِ  نغما أزرق ..

ملاكُ الخِلجانِ البعيدة ..

كنتِ على الدوامِ عالية القدحِ ..

نخبُ الولادات الحفية بالجمال ..

تتبلورين حباتِ جمان ..

أو كراتٍ من نور ..

نشوةٌ تنثالُ من نقيعِ التين ، ترتِلُكِ الحمائمُ ..

ضوءُ رنينِ الحكايا الحالمات بالربيع

بعدَ هدأة ليلٍ سادها السكونُ كأولِ الخلق ..

ظِلّي ، يشبه آدمَ حين ناجَتْهُ الوحدةُ ..

سَأَلَتْهُ - نغما كيفَ هي الجنة من حولك .. ؟

قال : هي قفرٌ بلا نَفَسِ أُنثى ..

فكانت القصيدة ..

مَطَرٌ يَهمي على الوجوهِ

عطرٌ طروبْ ..

أَجنحةٌ ملونةٌ  تُكَحِلُ  خدودَ الورد ..

ولأنك أنت القصيدة ..

وأنت من يشدُّ أوتارَ العيدان ..

وأنت من يُرَتَل  لحنَ الخلودِ على السواقي ..

فيروزة قلبي ..

نَيساني ..

تُحلقينَ معي فكرةً تُشبِهُ صرخةَ الوليدِ المشحونةِ بالحياة ..

تشبِهُ دمعة أمٍ عندَ أولِ نظرةٍ لها تقعُ على جبينِ وليدِها البكرْ ..

نَفَدَ المِدادُ ، ولم تَنفَدُ الكلمات  ..

و وجهُك لم يزلْ يملأُ الفضاءَ بالضحكات ..

وعينُك لم تزلْ تَقِدُ المساءاتِ

قناديلَ مَحبّة ..

الوصي 2020