الشاعر زكريا أحمد عليو // احتراق


 … . && احتراق &&… ..

قبل أن أرقص على إيقاع حبّك 

تخلّيت عن المدن المحترقة في صدري 

وتعلمت أبجدية الحبّ من جديد 

كنت بكامل الرغبة 

لأحترق كأشعاري على صفحات التاريخ 

ارتديت معاطف العشاق 

حفظت ألحان شدو الطيور 

وأمنيات الشلّال

حتى سرّ بكاء ناي القصب 

حلمت أن الدفء اليابس على فمي 

حين تمرّ عليه قبلاتك الرطبة 

أسترجع أمنيات الفراشات  

وتسقي قطرات الندى لحن الغناء 

وتعود من المنفى 

سنونوات الغرام المهاجرة 

لتبني فوق قرميد قلبي أعشاشها 

غير أنّي ..

لم أعلم أن عينيك ساحة كل المعارك 

وفيها تتجندل رؤوس القصائد 

وتتمرّد على قوانين القافية 

وذاك النهر الذي يسكن أغانيك 

سينتقم من مفرداتي الغزلية 

الباهتة الابتسامات  

مقارنة بفستان عشقك المشرقة ألوانه

سيغطي أشلائي البالية 

 بطمي غمزات أبطال المغامرة 

حاولت أن أصطاد غزلان عينيك 

صادرت مروجها الخضراء 

شجاعة خطواتي وأمنية بندقيتي 

تورّم نبضي وطار من كفي شهد الحبّ  

كلّما كتبت قصيدة أتوّجك بها مليكة 

أرى تحطّم التيجان 

قبل الوصول لمملكة غرامك 

كلّ البيارق التي أحملها 

يخبو ضوءها 

عندما تضاء فوانيس ثغرك 

وعصافير نبضي

 التي تشدو باسمك يموت غناؤها 

حين يصفر شاهين نبضك غضبه

 في قربة الريح 

أبطال شهريار… 

تعود من سفرها بأغنية هابطة 

ورماد أمنية تكحّل بها العيون 

وهناك من يعود بأغنية خضراء 

وأسرار الربيع 

وأنا الغصن المحترق 

على قارعة الطريق 

سأعود لحديقتي باسماً 

على أغصانها يحلو  الغناء 

وإيقاع الغرام 

فأنا لا أطيق الاحتراق 

في ناي القصب 


… 

بقلم : زكــريا أحمــد عليــو 

ســوريا ــ اللاذقيــة 

٢٠٢٠/٨/١٨

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

يا عازف العود… .. الشاعر والمبدع علي جابر الكريطي

يا ساقي الورد لطفا بقلم الشاعر هشام كريديح

انتي وتيني // بقلم الشاعر عبد السلام حلوم