الشاعر يوسف الزهار // بين البحر والإنسان


 بين البحر والإنسان

------------------------

على أعتابَ البحرِ

وقفتُ

فسألني 

من ببابي اوقفك

قلتُ

دفعني حزني 

أن أكلمُك

أجابني

أنا أسمعُك

بَدأتُ الحديثَ مهاجماً

يا بحر  ما أظلمك

تخطف منا أحبتةً

يا قاتل ما أجرمك

دَعاني طالباً

أن أقترب

دنوت برأسي

فَلَطَمني بموجةٍ

على وجهي

صِحتُ 

يا بحر ما أغضبك

رد حانقاً

يا إنسان 

ما أجحدَك

ألم تتخذني مطيةً

وعلى ظهري أحملُك

فمن للبعيد

يا جاحد

أَوصلَك

ومِن خيرِ الطيبات

أطعمك

وبكنوزهِ

زينك

يا إنسان

لما التناسي

أو النسيان

ألم يتغنى بي الشعراء

فمن بالأشعار ألهمك

وعند حزنك تزورني

فمن ذا الذي أسعدك

ألست أنا الطاهر

الطهور

بمائي تزيل قذارتك

بالظلم نعتَني

وأنت الكذوب

ما أكذبك

قل يا إنسان

وكن صادق اللسان

مَن الذي بغى

مَن الذي طغى

وملايين الدماء سفك

ومَن قَتَلَ بني جِنسه

وبأرواحهم فَتَك

تلومني 

لبعضِ نفرٍ

 في بطني

هَلك

الآن 

يا إنسان 

أصارحك

أنت قاتل

وما أقْتَلك

تَرميني بما فيك

وتنسل

ما أقذرك

وبعد ذلك

ها ذا أنا أُمهلك

لعل كلامي 

يرشدك

أو الحقيقة توقظك

نظرت للبحر خجلاً

لملمت نفسي 

واختزنت بؤسي

ورحت أردد 

بصوت خافت

يا بحر

ما أصدقك

ظننت أني بالهجوم سأهزمك

ومن طُهرك 

أحرمك

أيقنت يا بحر أني خاطئ

وقولك عدل

فما أعدلك

----------------

قصيدة: بين البحر والإنسان

بقلم : يوسف الزهار

فلسطين - غزة

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

يا عازف العود… .. الشاعر والمبدع علي جابر الكريطي

يا ساقي الورد لطفا بقلم الشاعر هشام كريديح

انتي وتيني // بقلم الشاعر عبد السلام حلوم