الريح الخفية // بقلم الشاعرة ناريمان معتوق
٧٦الريح الخفية/ناريمان معتوق
وأحاول من جديد....
أن أرمم بقايا قلب شوهته يديك
الغارقتين بوحول الذاكرة
وأنا ما زلت أنتظر من خلف ثقب الباب
فزعة هلعة كمسكين يحاول الفرار
كي ينام بين ذراعين من خوف
إرتاد مدرسة الأيام
خوفاً من ضياع اللحظات
سابق الرفاق في رحلة العمر
لملم من فوق جبين الوقت بعض أحجيات
وكتب بخط عريض سأبدأ من جديد
رغم وعورة الطريق
رغم الفشل في كل مرة
رغم أنوف الحاقدين
سألبس قميص اللهفة
وأركض خلف أحلامي ولا أتعب
ولا آبه للممرات والطرق الضيقة المتعرجة
فالطريق نعم ما زلت أعرفه
طريق لم تختفِ من أمام عينيّ لحظة
رغم بساطته جميل الملامح
رغم آمالي التي علقتها ذات يوم
على شجرة الأحلام ومضيت
أأخبركم عن قصتي وأحزاني....
أم ما زلتم تنتظرون مني
أن أراقص الريح الخفية
وألبس قمصان المعرفة
رغم شفافية أحلامي وشفقة الآخرين عليّ
ووشوشات الليل عني في أذن السماء
ما زالت تؤلمني وتغيظني كلماتهم
كم سبقت أترابي بعمر مضى
وكم تحليت بالسكون
كم رغبت بالوحدة
وشكّلت على تربة أرضي الضيقة أحلامي
كم شربت آلامي وحدي وتقيأت الحزن
وبكيت وصمدت وتناثرت أشيائي رغماً عني
وما زلت أمسك بيدي قلم
لم يجف حبره بعد
كلماتي المتقاطعة على جريدة كم حللت منها وكم قرأت أحاديث الغرام
وكم طالعت النجوم
وسهرت الليالي مع القمر
بعيدة عن كل ما يؤرق وحدتي
بعيدة عن كل من يشفق على حالي
عن كل ما يؤذي حتى صمتي
وأتألم وحيدة أشاطر الليل أمنياتي
وأغفو على موسيقى حزينة كما أنا
أتنقل بين الغيمات والنجوم
أطير حد السماء وأعانق القمر
وآخر طيف أقابله أسرق من جبينه قبلة وداع
وفي رحلة عودتي إلى الواقع
أسكب من محبرتي دموع الحزن على وسادتي وأغيب بعالمي المقيت والمقرف
حتى أستيقظ من سباتي العميق
فأحمل أفكاري وأبدأ يوم جديد مميت أكثر
دون رغبة مني بالحياة....
وأبدأ على شكل رحلة جديدة
مع حلم ليته.... يتحقق
(الريح الخفية)
ناريمان معتوق/لبنان
7/1/2020
تعليقات
إرسال تعليق