عابر بلا هوية ولا عنوان // بقلم الشاعرة المبدعة الهام زكي

عابرٌ بلا هويةٍ ولا عنوان......

في لُجَّةِ بحرِ الضياع، 
أُجَدِّفُ مبتورَ الروح،
أبحثُ عن وطنٍ مفقود،
عَنْ حُلُمٍ يقُضُّ مضاجعَ
قلوبٍ مَصْلُوبَة الشعور،
أبحثُ عن سماء، عن أرض،
عن قمر و نجوم.....
فأنا لا أعرف من أكون،
ولا لشواطئ الحياة
كيف العبور،
ضاعت بوصلتي بعد
ولادتي بشهور،
أين ولدت؟
ولماذا خلقت
وهْماً في هذا الوجود ؟؟؟
أين منِّي تلك الأماني
التي في رحم أمي
رسمتُ لها الحدود؟
كل الآمال خَبَت
على أشفاق الوعود،
أنا طفلٌ وُلدتُ عجوزا
في وطن الأوهام،
وردةٌ يتيمة، تموت
سيقانها العطشى،
لرُضَاب الأحلام...
من أي المخلوقات أنا ؟؟؟؟ 
ريحٌ أجوب الأرض
تُراقصني عَبَراتُ الفصول،
أمشي ظلا فوق الثرى،
والروح دفينة القبور،
لما السماء غيَّرَتْ
إتجاهها عن أرضي،
هَوَت تحت قدمي الجسور؟؟ 
غيايتي سُحُبُ غَمٍّ
ردقها شجون، 
لماذا وُجِدْتُ حتى لا أكون ؟؟ 
لما زرعتني يا وطني
في تربة اليأس،
سقيتني علقم السنون؟
تَجَمٌّدَ ضوء الأمل
على ناصية العيون،
أنت أيها القدر ،
لما رميتني جورا،
فوق رمضاء الظنون ،
وَعُودي لم يزل غَضّاً،
أخضر الغصون،
هادي أحلامي ،
تَعْبُرُ ذاكرتي،
يغشاها ضباب النسيان،
أكتبي يا أمي، 
على شاهد قبري ،
هنا يَرقُدُ عابرٌ، 
بلا هوية ولا عنوان.... 

بقلمي #إلهام زكي #

تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

يا عازف العود… .. الشاعر والمبدع علي جابر الكريطي

يا ساقي الورد لطفا بقلم الشاعر هشام كريديح

انتي وتيني // بقلم الشاعر عبد السلام حلوم