ولا أراني...بغيرك/المبدع سليمان نزال
ستخون ُ سفائن ُ الفكرة ِ المستعارة
من قش ِّ العبثِ و زؤان اللحظة ِ الرمادية
بينما يكثف ُ قربانُ الشمسِ زفرات النور
متسلقا ً سلالم َ البوح ِ المتوج ِ الأرجواني
صانعا ً قارب النجاة... آمنا ً من عاصفة ِ الخديعة
سيدخل ُ العوسجُ المتاجر ُ في لكنة ِ المهرج اللئيم
و تلتقي أصوات ُ الورد ِ أنفاس َ العاشقين
فيأخذ ُ الحارسُ المخاتل ُ أمانة َ الأشجارِ المقدسة
يلقيها تحت حزام غانية ٍ عابرة..
وأنت لا شيء بك سوى الحب .تزرعه
في شرفة ِ الوعد ِ كما النعناع و الحبق
وأنت َ لا شيء بكَ سوى الدرب تقطعه
بخطى التجلياتِ الممطرة...
و أنت لا شيء بك َ سوى كلام الله
ودعاء المقهورين في صلاة الجمعة الجريحة
و أنتَ لا شيء فيك َ سوى النجم ترفعه
على سلالم الوجدِ و الرؤى النورانية المغمسة ِ برذاذ ِ التهجد
ستضيء ُ أطراف َ المقادير بقناديل التمرد ِ الكنعاني
و ستطلق ُعلى أضلاعك و أحزان الفصول الغادرة أسماءً عربية
ستضحك ُ من دمكَ وهم يحتفلون ,هناك , بخيانة النهر و القلاع
ستضحك ُ في روحك آثار ُ قبلات ٍ تركتها الريح ُ من ثغر عاشقة مهجورة
و أنت لا شيء فيك سوى التضرع المسحوب من لسانِ النار ِ حتى الجلجلة
لم يخن جمرك الرائي الذي يسجل ُ بنبضات ِ العارف ِ صفحات النفير
لم يخن يومك الذي يقطعُ المسافة َ من جرحكَ إلى زندكَ في ثلاث ساعات !
لم تخن توأم الروح حبها المنذور لسين العشق المتوج بالهمسات
و أنت َ كل شيء فيك يعطيكَ موهبةَ الرمي بالحرفِ العاشق صدرَ المصير
ستراها كل شيء بغيمةِ الياسمين و التوت البري و الغاردينا
.. وهي ترتقُ عباءة التردد اللوزي بخيوط الحلم و الحرير
ستفلت ُ من يديها إبتسامات ٌ مغلفة ٌ بمناديل الحزن ِ و الوردات..
أنت هناك..تلتقط ُ الومضَ ممزوجا ً بالعطر ِ المرشوش ِ على مساحات ِالعشق ِ و التعبير
. أنت هناك .. تبصرها حيرة الغزالة حيث يُبعث الحُب خجولَ الوصف ِ وبحيث يُثير !
و هي هناك تحضنُ صوفَ المعنى..وتنسج ُ لوحةً آذار بلونِ البدر الواقف خلفَ أشجار ِالأمل
و هي هناك , واقفة على تل الدهشة الخضراء..تنتظرُ الشِعر َ تكتبه أشواق ُ الصقر للقمر..
ستحدثها عن حديقةٍ يخونها الشوك ُ المتروك لخطأ الزراعة ِ و التدبير..
و أنت َ هنُا , تحضنها بخصالِ البعادِ..في أوج السعي إلى ضم المسافات للشعور..
ستخونُ سفائن ُ الغربةٍ المبحرةِ في محيطاتِ الغيبِ و الغم ِ و الملل..
و أنت َ بها..تقود ُ الوصفَ بشهقة ِ التوقِ ..و تقول ُ لها: يا مهرتي
سيمضي كلُّ شيءٍ بلا شيء, مني , ولكني لا أراني بغيرك ِ , يا واحة الروح و العسل
سليمان نزال
تعليقات
إرسال تعليق