الشاعر زكريا عليو// لا أنام
… . && ﻻ أنام &&… ..
ذئاب اليأس تطارد غزلان الكرى
عواؤها يجفل حمائم الأحلام
رأسي مثقل بصهيل الأسئلة
ولا أجوبة تروّض جموحها
كلّما غافلت فراشات النعاس
أيقظني صراخ الأمعاء الخاوية
أسراب النمل
سحبت بذار الحقول
وأصبحت خاوية على عروشها العنابر
رغيفي الأسمر يسبق توسلاتي
ﻻ تطاله أمنية
وﻻ يزور أحلامي
لظى الحرائق يزداد سعيرها
في بيادر الحصاد
رأسي ساحة الصراعات الخاسرة
تستوطنه أفكار الشتاء
صفراء كأوراق الخريف
ترجمني حجارة انتزعت عنوة
من حائط أو سقف أغنية
ينخر أضلعي نحيب عاشقة
فقدت عنوان حبيب
تقلّد الشمس أنشودة حياة
وجلدي تورّم من سوط سؤال طفل
أين أبي ؟
كيف أنام ؟
وياسمينة الدار
تجترّ أحزانها
تنفث الدخان وأنين الظمأ
تحت عرائش السهر
ذبلت حكايات جدتي وأحاديث السمر
لا مروج تكفكف دموع النهر
تطاردني لعنة نحيب الصفصاف
وشواطئ حزينة
غصت رمالها بدموع البحر
حتى نسيت نوارسها
آمال العودة
… . ****…
ﻻ أنام… ﻻ أنام
هرمت مثلي أغاني الطفولة
هجر السرير هديل أمي
أجفلت تعويذات الدجّالين
أنشودة الأحلام الجميلة
جفّت أوراق رقية
الخطط الخمسينية
وبعثرت الرياح رفاتها
تناولت الحقن السياسية المهدئة
القديمة منها والآنية
حتى المستقبلية… ولا أنام
تطاردني سيوف أربعين كذبة
نهمة لدمي
سحقت عجلات الظلام
فجر الطفولة
ﻻ تزيّن مساحيق الوعود التجميلية
مستقبلاً هارباً من الموت
نحمل للغد نعش الحاضر
فكيف أنام
ولا وسادة تحمل رأسي ؟
بقلم : زگــــريا أحمـــد علـــيو
ســـورية ـــ اللاذقية
٢٠٢٠/١١/١٠
تعليقات
إرسال تعليق