الشاعرة وديعة درويش// النور قادم
*النور قادم*
على مملكة السنديان
لازال الحصار.. طويل وطويل
قد حتّ صخور الجرد
و بكاء الأطفال
يتعالى
و يتعالى في وديان الجوع
بينما تسترق اذانهم
سماع خطابات وشعارات
لا جدوى منها
و يصفقون لتماثيل حجرية
بثوب الإنسانية ؟!!
أنا لا أقتنع بما يهللون له
فالكلام لم يطعم يوما جائع
قد جعتُ ألف عام وعام
ولم تشبعني قصائد غزلهم
هنا في هذا الوادي
بكاء الأطفال يتعالى
على لقمة العيش
ينام الأطفال هنا ويستقظون
على حساء من حجارة
قد ولد أطفال
لا يعرفون طعم اللحوم والفواكه
و لا طعم قالب الحلوى
ليس لأنهم خلقوا للزهد
هم خلقوا ليعيشوا
كما يعيش اي طفل في هذا العالم
لكنّ حصارهم
فضح ثقافتهم
وتعرت هويتهم
أصمت هنا
فمن يسمع الصدى؟!!
حرقوا حقول الصابرين الكادحين
حرقوا جنائن الورد
ويتسلقون على حقوق الإنسان والسلام؟!!!!
قد استرقوا السمع
من ثقب باب أشعاري
ولكن أنا لا أسمع غير صوت النور
فالنور قادم
النور قادم
سيطرق أبواب المحابر
✍: وديعة درويش
تعليقات
إرسال تعليق