عصام عبد المحسن//فوق ذواعي


 فوق ذراعيّ

كنت أهدهد الساعة

كطفلي الذي

ربما يأتي 

بعد حين

ليدفع معي

خطوات الأزمنة المتباطئة

لمّا

تمسك بيّ

تستوقف عدوي.

......

هناك

عند نقطة المنتصف

لملمت 

من الطين

والعشب 

ذاتي

لأقيم بيتي

بزخارف 

من بريق الشمس

ولمعة 

بعيون أمي

والحمامة الزاجلة

كانت...

تتبادل رسائلي الغرامية.

........

عند اكتمال المغيب

كان الضوء

خلف الباب

مختبىئا

والشموع حمراء

تشاكس

وجه الساعة الضاحك

بخيال لي

وطيف أبي

ورقصات أخي الغائب.

..........

فوق الأريكة

نامت أحلامي

بسلام

وتهالكت الساعة

من مطاردة الكوابيس

لأيام قليلة

حتى توقفت 

نبضات شموعي

فحط الغيم رحاله.

........

الساعة 

على الجدار

باهتة

نظراتها..

جاحظة

تراقب خطواتي

المتوترة

باتجاه الشرق

تارة

تميل

ناحية الغرب

تلتفت

منتصف الغرفة

أنحني

والباب 

منغلق تماما

 على وحدتي.

........

الساعة 

لم يرجع تاريخها

لعصور

ما قبل ولادتي

باتت

ملامحها

حجرية جدا

تشبهني.

.........

الساعة الحجرية

ربما 

قست عليها الحياة

مثلما

فعلت بي

أنا ...

المستلقي

على البلاطات 

بارد جسدي

والجدار 

بارد.

........

في فراغ الغرفة

وقع أقدام

 دائرية

حولي

تك 

أبي يدور

تك

أمي خلفه

تك

أخي ..عاد

تك

أنفاسي متحشرجة.

........

على الباب المنغلق

تنقر الحمامة الزاجلة

عل الريح

تسمع

فتفتح الباب

لأزمنة الغربة

فتسلمها

آخر 

رسائلي.

..........

عصام عبد المحسن

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

يا عازف العود… .. الشاعر والمبدع علي جابر الكريطي

يا ساقي الورد لطفا بقلم الشاعر هشام كريديح

انتي وتيني // بقلم الشاعر عبد السلام حلوم