الكمنجات تبكي // عبد الرزاق العزوزي


 # الكمنجات تبكي# 


الكمنجات تبكي باستحياء 

الكمنجات تئن ...تعوي 

كدئاب في الخلاء 

تنتفض ضد ايقاع منهك ومثعب

تصرخ من شدة الضوضاء والصخب 

تقاوم انتهاك العازف للوثر 

الوثر يشتكي من النغم الحائر 

...التائه الغير المرثب 

كأني بها تقول ...

مابال العازف بعبث بأوتار الكمنجات 

فصار صوت النغم كعويل النساء الجريحات 

كأصوات القطارات المتهالكة القديمة 

كترانيم الكهنة البالية الرخيمة 

الكمنجات تئن......

الكمنجات تنتحب ....

الكمنجات تبكي على وطن باعه الاندال 

الكمنجات تناجي العاشقين الابطال 

الكمنجات تئن ....

وكان صوت الليل ازرق 

الكمنجات تئن وحيدة بصرخاتها الوحيدة 

الكمنجات ترابط هناك 

وهناك ما يكفي من التاريخ 

كي يتحرر اللاوعي من معراجه 

ولكن التاريخ دائما ما يسخر من ضحاياه 

الكمنجات تنادي اسمائنا لننهض من تحت الثرى 

تنادي اعمارنا ان كان لها متسع للحنين 

الكمنجات تناجي الليل ان يختصر صرخاتها 

لتمتد جنوبا لتبعثر انسجامنا مع النسيان 

تدفعنا لنطالب بماؤى للروح ...للقلب ...للعقل

للبديهة كي تطل علينا من لغتنا الفريدة 

الكمنجات ...تئن .....تقول 

اتكأت على الغياب ...استندت على الماضي 

لاقول لولا السراب لما صمدت الابجديات القديمة 

الا ان جرح طفيف لازال يوجع دراع الحاضر العبثي الكمنجات تبكي ....الكمنجات تغني ...الكمنجات تئن ...

الكمنجات تصارع الايقاع المرتجل بكفاءة البديهة 

لتوقض فينا عاطفة و حسا جميلا 

الكمنجات  تصارع النغم الحائر 

لينهض تجلينا الحر 

لتحطم حاضرنا المقيد بعبادة الامس 

لتجعلنا احرارا من الكنايات والاستعارات 

لنعيد ترتيب غدنا بما يليق بخيباتنا 

ونزيل الثعب عن اجسادنا المثقلة بالدكريات 


الكمنجات ترفع انينها نحو السماء 

لينكسر الزمن الدائري 

ويولد الوقت الخفيف 

الكمنجات تأن ....تعوي 

لتقول علمتني السلاسل ان اصرخ ان اقاتل 

الكمنجات ....تئن .....تعوي 

لتوقض فينا حس اليقضة من الهديان 

الكمنجات تئن ....

ليندفع انينها نحو المارين 

فينكسر صوتها كقطرات المطر 

الكمنجات ....تصرخ فينا ....

تحرضنا على ان نكتب اسمائنا حجرا 

لنعثر على ضالتنا ...لنجد هويتنا ...امتدادنا الكنعاني 

لنزيح الدم المهجور الخائن من فصيلة دمنا ...

الكمنجات ...تبكي ....تئن ....

تدفعنا لاجتراح المستحيل 

ليأخد بيدنا نحو البديل 

كي نسير كما يسير النائمين 

اللدين يقودهم حلمهم نحو السبيل 

فلنا خلف السماء سماء لنعود 

كعاشقين يدهبان الى الصدى متعانقين 

كعودة الروح الشريدة الى جسدها المشتهى 

...الكمنجات ...تبكي ...الكمنجات ..تئن 

الكمنجات ...تطرب ...تغني ...تصرخ ...

الكمنجات ....تنتفض ...تقاوم ...تقاتل ..


بقلم ذ العزوزي عبد الرزاق ......


...

......

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

يا عازف العود… .. الشاعر والمبدع علي جابر الكريطي

يا ساقي الورد لطفا بقلم الشاعر هشام كريديح

انتي وتيني // بقلم الشاعر عبد السلام حلوم