تسألني // بقلم الشاعر محمود بريمجة
تسألُني ... ؟!
لِمَ ثُرْتَ كالأُسودِ .. ؟
كَسَرْتَ الأقفاصَ ، و حَطَّمْتَ القِيودَ
زأرْتَ منْ صَميمٍ المَخنوقِ
زَلزَلْتَ الصُّخورَ و العُروشَ ؟
غَدَوْتَ أعمىً لا تَنوي السُّكونَ
تُقاوِمُ بالعَيْنِ قبلَ اليَدِ
تَذودُ عنْ حِماكَ دونَ فُتورٍ
لا تَلوي على جِراحٍ صارخةٍ
و جَسَدٍ مُضَرَّجٍ بعِنفُوانِ الشَّهادةِ
تُنادي : إلى الحُرِّيَّةِ ..
إلى العَيشِ في ظِلِّ الكَرامةِ الإنسانيَّةِ
💥 💥 💥
لِمَ تَمرَّدْتَ كالنُّسورِ .. ؟
حلَّقْتَ في الآفاقِ تبتغي النُّورَ
تنثُرُ أياشَكَ فوقَ القُبورِ
تنهَضُ نُهوضَ المُودِّعينَ
لا تضمُدُ جُرْحاً إلَّا لِتتلذَّذَ بغَيرِها
تجودُ و تجودُ بِلا هُمودٍ
لِمَ اخْترْتَ سبيلَ الثَّاثرينَ ؟
تركْتَ فُؤادَ العَشيقةِ مَذبوحاً
و أعيُنَ والِدَينِ بِفَيضِ الدُّموعِ تمُجُّ ؟
و أنتَ برَبيعِ الحياةِ مَوعودُ
💥 💥 💥
تَسألُني .. و تعذِلُني
و هلْ يحيا البَشَرُ تحتَ وَطْأةِ الوُحوشِ ؟
و هلْ يحيا الأحرارُ في كَنَفِ الظَّلامِ ؟
سَئِمْتُ تكبيلَ اللِّسانِ و اليَدَينِ
سَئِمْتُ الرَّسَفَ في القِيودِ
كيفَ أصُمُّ عنْ صَرَخاتِ المُنكَّلِينَ ؟
أغفو بينَ الجَوعى و الثَّكالى و اللَّهافى
و أدعِيَةُ المُبتَلِينَ تسمو إلى السَّماءِ
لِمَ الحَيفُ و الخُنوعُ ، و قدْ وُهِبْتُ رُوحاً ؟
و نوراً أيقظَ فُؤادي ، و صَلَّبَ إرادتي ؟
💥 💥 💥
الآنَ إنِّي منَ الظُّلمِ مُنتقِمٌ
و دُموعَ الحَزانى إنِّي مُكَفكِفٌ
سأعتلي ذُرا الجِبالِ شامِخاً
و أغدو نَسراً تَؤُمُّني الآفاقُ
لنْ أقبلَ التَّرنُّحَ في الوِديانِ
أو التَّأوُّهَ تحتَ سِياطِ الظُّلَّامِ
فما خُلِقْتُ للحَسَراتِ و الأنينِ
و حِفظِ أناشيدِ الرُّعبِ و الهَوانِ
خُلِقْتُ للنُْورِ ... للحُبورِ
💥 💥 💥
سأُشعِلُ ظلامَ بلادي نُوراً
و اجعلُ القُيودَ مَفاتيحَ
لمُستقبلِ شَعبي الثَّائرِ
سأجعلُ حِكاياتِ الشَّقاءِ تاريخاً
يقرَؤُهُ أطفالُ وطني
سأسمو بروحي في العُلا
و أغدو أجملَ مَلحمةٍ لِشَعبي
و تَطمَئِنُّ روحي في مَثواها
مادامَ الأطفالُ يَضحكونَ
و يُنشِدونُ للهَناءَةِ و الأماني
و الرَّبيعِ من حَولِهم يَزهو و يُثمِرُ
محمود بريمجة - سُوريةُ .
تعليقات
إرسال تعليق