عذراء في ذمة القهر // بقلم الشاعرة إلهام زكي

عذراءٌ..... في ذِمَّةِ القهر

في الدّيجورِ المعتّم
لزنزانةِ القهر،
جَالَسَتهَا الذِّكرى،
على طاولةِ الأسى،
تُعَاقِرُ كؤوس صَبرٍ مرير، 
تَتَجَرٌّعُ أحكامًا، سُجِّلَت
جورًا ضِدٌّ القدر.....
بكل سَادِيةٍ،فَتَحَت أمامها
شَاشةَ عَرضٍ، 
طويلةِ الأمد،
طَالعَهَا آخرُ فَصلٍ من
مسرحيةٍ مَحبُوكَةِ المَهَازِل، 
كُتِبَ عُنوانُهَا بالدَّمِ البريئ 
"حَجزٌ عن كَيَانٍ منبوذ" 
بطلتها طفلة عجوزة التقاسيم، 
إنتزعها العُرفُ غَصبا، 
من نهد الطفولة، 
قبل أن تتم أَحوَالَ الفِطَام....... 

هنالك على الخشبة، 
تَقِفُ دُميَةٌ أٌدَمِيَّةٌ،
مصلوبةُ الروح،
القلبُ مَلغومٌ بِزِنَادِ الجروح، 
مَلفُوفَةٌ، بيَدِ الحَنُون،
في كَفَنِ فُستانِها الأبيض،
المُزَركَشِ بألوانِ الشجون ،
حِنَّتُها جَمرٌ،يَحرقُ
رَفِيفًا زَرَعَتهُ، غَضًّا،
على أكُفِّ الظنون..... 

بين الولائم والمزامير،
تُزَفُّ البراءة للصَّدرِ البغيض، 
تُدَقُّ في نعشها المسامير،
فيُجهَزُ على الصَّبْوَةِ بالدّفن،
كالموؤدة في زمن أبي جهل، 
تَزُفُّها زَغَاريدُ النساء،
عروسا ذَاوِيَةَ الملامح، 
إلى مَقبرَةِ العذارى،
بعد أن زَيَّنوها أجمل جاريةٍ،
بمساحيق الحداد ،
سلبوها حَقَّ العزاء،
شَيَّعُوها قُربَانًا،
لِزَيفِ أعرافٍ بَائِدَةٍ بلهاء..... 

عالقةٌ كفراشة في أهون البيوت، 
لا من يَفُكُّ أسرَها، 
من لذغة العنكبوت، 
لا من يَكفُرُ بأحْكَامِ الغَصبِ 
في حَقِّ العذراء، 
يسألُ عن سِرِّ الدَّمعِ 
المُتَجَمِّدِ في الأحداق، 
وأدوا في قلبها
كومة الإحساس،
أجهضوا من رحم الطفولة 
نطفة الأحلام،
بعد أن ساقوها للجَلادِ،
كي يُنَفِّدَ فيها حكم الإعدام......... 

بقلمي #إلهام زكي#

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

يا عازف العود… .. الشاعر والمبدع علي جابر الكريطي

يا ساقي الورد لطفا بقلم الشاعر هشام كريديح

انتي وتيني // بقلم الشاعر عبد السلام حلوم