كُحلٌ ومَطرْ ؛؛؛؛الشاعر المتألق عباس خلف عباس

" كُحلٌ ومَطرْ "

كان صوتها

يشبه الهديل

فزادني شوقاً الى الشتاء

تخيلتُ أنني على ذلكَ الغصنِ

أنتظرُ المطر ..

وها هو يهمي

تمعنتُ في خيالي لأراها

يغسلُ وجهها الغيثُ

يصُبُ جامَ جمالِهِ على وجهها القَمري

يُذيبُ الكُحلَ الحجَريَ على محياها

يسيلُ كأفعى تنزلُ من على جبلِ مرمر

تَرسمُ لوحةً باذخةَ الجمالِ خطوطُهُ المتعرجةُ

أقاحيّ اللونِ والعطرِ كانَ صوتُها

تدانت من خلالِ الريحِ

أنا لا أحلُمُ ،

إنها النهايةُ والبدايةُ معا

تساقطتْ كما الدُخانُ الثقيلُ

أنظرُ الى السماء ..

وهي تستحيلُ مرآةً بلّلَها المطر ..

تعكسُ وجهها الموشى باللؤلؤ

وذلكَ الخالُ الرماديُ

يحُطُّ كعصفورٍ خائفٍ على خدِّها الحنطيُّ

وهو يدسُ رأسَهُ تحتَ جُنحِ الحياءْ ..

وخَطُِ الكحلِ النازلِ كسيلٍ كسولٍ
مازالَ يبحثُ عن مصبهِ ..

لوحةُ الغروبِ اكتملَتْ ،
وإشراقةُ روحيَ الجذلى
وهي تَعِدُ الغدَ ..
بالفجرِ ،
وتَعِدُ الصبايا الغارقاتُ عشقاً
بحُلمٍ جَديد ...
وهديلها مازالَ يَعُبُّ الأثيرَ
بالعطرِ وبعضَ كلماتٍ
ليس لها معنى
في قواميس اللغاتِ
فقطْ تُشعِرُني
بالحنين الى طفولتي البيضاء
وسريرُ الجَريدِ الذي كانَ يجمعُنا
ونحنُ صِغارٌ ،
نرتجِفُ من بردِ الغبشِ
الأزرق ..
وحكاياتُ الجداتِ عن الجنِ
وغيماتٍ تَمطرُ أحلاماً ..
تبكي و عيونا مازلَ الوسنُ يغازلها
.......... الوصي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

يا عازف العود… .. الشاعر والمبدع علي جابر الكريطي

يا ساقي الورد لطفا بقلم الشاعر هشام كريديح

انتي وتيني // بقلم الشاعر عبد السلام حلوم