حين قررت الإقلاع عن التدخين للشاعر طاهر الذوادي

حين قررتُ الإقلاعَ عنِ التدخين 
 صِرتُ أُدَخِنُ بِلا انقطاع 
و عندما قررتُ الابتعاد
كتبتُ في هواك مائةَ قصيدة حب
إنتقلتُ للسكنِ أمام دارِك
قُدتُ تظاهرة رجالية وحدي 
تُطالِبُ أن تطلّي من النافذة
أن تُرسِلي رسالة حُبٍ مُختَصَرة 
و إن كنت لا تعنينها 
حتى لو كانت مُجاملة 
تُرسِليها فقط
لتُفَرِق المظاهرة 
لتخمدَ غضب حضيرة رجال يعشَقنَك
قال :
في آخر كلّ أسبوع
أُعِدُ شمعتين  
احداهما لأجلِ ليلة حبٍ مُحتَمَلة 
و الأخرى لتَقَبُلِ عزاءِ خذلانها
أُعِدُ مشروبين
أحدهما لأنسى
و الآخرَ لأُخلد اللحظات 
أُعِدُ باقتي ورد  
احداهما للحزن 
و الأخرى للنشوة  
أُعِدُ مطفأةَ حريقٍ و جاروفَ ثلج 
و أنتظرُ امرأة أُحِبُها
امرأة لكلِّ الإحتمالات
لرُبما تأتي
و في غالبِ الأحيان تتركني لركل الانتظار ..
أضاف :
أُلاحقُ امرأة
لا تكتَرِثُ لعينيّ رجل مُضرّجَتين بالرَغبة 
لتدويرةِ ساعديه
لصوته الأجش
لشنبه الذي يتقطّر عسلاً و حنينا

توَقّعتُ أكثر الأشياء إيلاماً 
عدا أن تتجاهلني امرأة
تركض نحو قصائدي من غيرِ شعور

قالت :
يا سيدي الحبيب
أنتَ تعرفُ جيداً
وبمُنتهى البراعة    
كيف تجعلُ إمرأةً عنيدة
إمرأةً مغرورةً
تأتي إليك

إمرأة يقتفى إيقاع كعبِها العالي 
الجميع
النحلُ والحمامُ والغزلان والرجال 
حين تتحدّث
يُتابِع العالمُ تهويمةَ عينيها في عاجلِ الأخبار
يُمكنها..
أن تُشعِلَ الربيعَ في القطبِ المتجمدِ بابتسامة
بإيماءةٍ
تُحرِّكُ السحابَ ،تُنزلُ المطر
تُحدِثُ إرتباكاً في النشرةِ الجوية
أضافت :
تعرفُ تماماً 
كيف تجعلها تأتيك
صاغرة
لَيِّنة
معطّرة 
مملوءةً بالشعرِ والأزجال

ثم أضاف :
نادتني تعال
ذهبت اليها
قالت : أجلس
جلست 
إخلع عنك معطفك
خلعتُه  
اقرأ قصيدتك الأخيرة 
قرأتُها
ذب ، فَذُبت  
و حين سألتني عن اسمي
نسيته
ثم أخذت أشيائي و رحلت
قبل ان تقُل: مت
لألتقي عينيها من جديد
     - طاهر -

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

يا عازف العود… .. الشاعر والمبدع علي جابر الكريطي

يا ساقي الورد لطفا بقلم الشاعر هشام كريديح

انتي وتيني // بقلم الشاعر عبد السلام حلوم