ياصفي آلروح للشاعر طاهر الذوادي

" يا صـفي آلرّوح " 

حدّ اختمار التّوق في خوابي العشق
حدّ جفاف الحبر في شرايين القصيدة 
حدّ انشطار الوقت من انتظاراتي العنيدة

لك أن تكتبي ما شئت كما شئت
فوق هذا الرصيف المثخن بالذكريات
لك أن تكتبي قصتنا 
فوق ألسنة الريح و القلب و المدى

و لك أن تحضني ألف قلب
و ألف صدى للهمس
و ألف تنهيدة لعاشق حزين
و ألف خيال و ألف قتيل
لك ان تحملي على ظهرك أكياس الهدايا
للأسرّة المكسورة الأقدام
و الأفواه المشروخة القوام
لك ان تحضني الأوهام ...
وراء أوهام ... وراء أوهام ...
لك أن تمرّي باتصاراتك الجافة
و لي أن أبلّل عيني القصيدة

لكن لن تكوني كما كنت
لن يكون ظلك دون ندبتي
غرزتان في أعلى يسار جسدك 
تحت الضّلع الثالث
كل زفرة ستذكّرك بقلبٍ كبيرٍ كان هنا
ساقته الأقدار نحوك يوما
أرتقه بالآمال طورا 
و بالصبر الجسور أطوارا
قلب كبير فتّق خاصرة الشعور
و ألحفة العشق و تهاوى في دهاليز الغياب

 أنت لا تحضرين ... لا تتكلمين
أنت ترعدين ... تتفجرين..
أنت تُثملين ..تُطربين ... تُعانقين
لصوتك ذراعان...
كلما تكلمت غمرتني بدفء نيسان
فأتساقط أنا كأوراق هذا التشرين 
و شيء في داخلي يٌزهر ... فيثمر ...
ثم يحين أوان حصاد جني القبل 
و انسكاب العسل ... في شهد الغرام
شيء من غمرة شهية ... كلامك
وشيفرة ذبذبات غامضة
لن أفهمها يوما
كوني يغرق بهذا الخفق وصخبه 
بكل سلاسة ورغبة

أنت لا تغادرين ..
 أنت تتسربين ...تختفين ... تتبخرين ...
و حيث لا أجيد الانتظار..
أفرغ إلى التأمل ... فأتوحد 
بك ... فيك ... و معك ...
وحيث أن غروري يأخذني
 إلى تلك الفكرة القاتلة
 ‏روحي لا يسعها جسدي 
 ‏وهي تتطاير ملء الكون 
 ‏أفسر أنك دوما في حالة بحث عني
 ‏عندما تحضرين ... عندما تتكلمين ... و عندما تغادرين ...
 ‏عندما تتفجرين ... عندما تعانقين ... و عندما تتبخرين ...
 ‏أظل أهيم أهيم ...
 ‏شيء من ضياع لذيذ غرامك هذا
 ‏سكرة عشق وكأس نبيذ

            - طاهر -

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

يا عازف العود… .. الشاعر والمبدع علي جابر الكريطي

يا ساقي الورد لطفا بقلم الشاعر هشام كريديح

انتي وتيني // بقلم الشاعر عبد السلام حلوم