المد العالي للشاعر طاهر الذوادي

[ المدّ العالي ]

توسّد شرودك 
هذا لون مرايانا الذي ارتطم باليتم 
ومرّغ الحبر بوحشتنا
وصيّر رخاوتنا أهزوجة 
تتدرّج كالفواصل والاشارات
يا أيها العائد من دربك الأوليّ
ما ضرّك الحرير 
و شدو الحرير 
حوّم إذا شئت أمام المدام
وتجانس مع الوعد الهارب

أنا وأنت ..
وضجيج يخاتل يقظته عند أي عصف
افتح جرحك وبراريك وحكمتك وكل فرارك
الدم يهرول كي يصير ندى 
و يرقص مثل أفق
لم أنتظر ما سيقول النهر لليمام
ولم أنتظر مائدة عامرة بالوداع
ولم أنتظر من سيخلد معي 
ولم أترك ورائي غير عقدة للشوق
يتفنن في فتحها الطير

يا لهذا المدّ العالي 
الداخل في ظلمته 
النائم في الحناجر
البيوت لا تودّع أسرارها 
والصور التي غرقت في حدقاتنا
باغتت زوّارها بوعد يتربّص بالأضداد
للذي صارت ضحكته بابا
صار طيراً مسيجاً بالممرات
سليل غيمة أفرطت بخصبها الكريم 
و فوق كل ثغر فيه طعم الطواف 
انتفاضة سخيّة
لعطر مازج صهيل الخيل
فصارت قصيدة
من ثنايا الوعد

الهذيان قادم رويداً رويداً
ليعانق النداءات بالعزً والوصايا 
بما تيسّر لي من الوجد 
أسلسلُ الوجع كممرات أطلقت صراخاً هادراً
بنداءات الطيور الغيورة على حكاياها السرية
ها هو الذي استرفد مناجاته
واسترخى كمحارب مضرّجا بالخصب
وهباءً نسجت من امتداده حلاوة طيبة
كالوشم
تذمّرت من عشق لا حدود له 
وبرهَنَت للأشقاء كيف تثمر الفواصل المشجّرة 
بما لذّ وطاب 
وفاضَت ما بين ماء و ماء

   - طاهر -

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

يا عازف العود… .. الشاعر والمبدع علي جابر الكريطي

يا ساقي الورد لطفا بقلم الشاعر هشام كريديح

انتي وتيني // بقلم الشاعر عبد السلام حلوم