كذب الذي قال للشاعر طاهر الذوادي

{ ... كذب الذي قال }

للذي قال يوما أني أقشرُ الريحَ من كُلها
إلى نصفها
و حتى اللاشيء منها
باحثاً عن رأسي
كأحمقٍ يتجوّل كثيراً خارجه 
أو عن قلبي
كشجرةٍ لا تُرضِع رقصَها الأخضر لوريقةٍ ذابلة
حين على مسرحِ الريح
يحاصرُ خصرَها عزفُ الأجنحة 
كذابٌ جداً
أو ليسَ منا ..
أنا فقط مذ أحببتُكِ
لَمْ أَجِدني
و الذي قال أني أطرطشُ الصَّباحَ بالرقصِ أحياناً
و بالجنون 
أحياناً أخرى ..
مذ جازاً بقلبي يعزفُ ضحكاتكِ زمهرير 
و أني
أعاقرُ الحنينَ منفردا ... من غير ثلج
أو برتقال ..
أعاقرهُ
بتهورٍ مُتَوالٍ
كقريةٍ من الجنِّ تغمر الأرضَ فجأةً
بنارها المطرودةِ من سماء
إلى طرقاتِ ثورتنا المصبوغةِ جيداً .. 
بنهار مشتعل
أدورُ بلا رأسٍ
حولَ قصائدي التي أشعلها أحياناً .. 
لأراني غير قاصدٍ 
و تعبثَ الحروف الناجيات من اللهب
بأثواب الصبايا اللواتي يختبئن بمثل هذا الوقت في اللاوقتِ
بين شهقاتهن .
خوفاً 
مِنْ أنْ تقفز فجأةً من حقائبهن فحولة ناسك ..
بلا رأفةٍ
و الذي قال ذلك
كذابٌ جداً
أو
ليسَ منا ..
أنا فقط مذ أحببتُكِ
لَمْ أَجِدني لانفراط وجد ... و جموح

دع كل شيء كما هو 
فوضى سريرنا 
أرواحنا التي تمزقت من البهجة
خريطة العالم الخائفة وراء الباب 
النخب الذي انفرط من جلدنا
 وداسته أنفاسنا 
دع أيضاً موج العشق في مكانه
وكوب الماء في مكانه 
سيأتي عاشق و محارب
فيجمع لرقصهِ الأخيرِ ما يكفي
من حطبِ خصرك
و يشعله بطبول 
من دونكِ ..
و سترجعُ حتماً إلى بداوتها المفاهيمُ 
و نحو جهالتها تقفز الأحاسيس عن ناطحاتِ القلب 
فتفيض عن الشوقِ حصته من اللوعة ...
و تفيض عن البردِ حصته من الرجفة ...
و تفيض عن الشوارع الملتوية حتى العينِ
طواحين الحرب الأرجوانية .. حصته من العتم 
و تفيض عن لهب السواعد الراقصة أعلى الغيمات ... حصته من الشَّرَر 
و تفيض عن الشِّعرِ ..
حصته من الكلمات 
من دونكِ ..
ألمسني مسامةً مسامةً فلا أشعُر بي .. 
أسَّاقطُ رماداً رماداً من فم سيجارتي
 و لا أنطفي

        - طاهر -

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

يا عازف العود… .. الشاعر والمبدع علي جابر الكريطي

يا ساقي الورد لطفا بقلم الشاعر هشام كريديح

انتي وتيني // بقلم الشاعر عبد السلام حلوم