صبرا جميلا الشاعر المبدع نصر يوسف تيشوري
. )( صبراََ جميلاََ )( للشاعر: نصر يوسف تيشوري
ناديتُ باسمكٍ إنَّ القلبَ يحتضِرُ
ونارُ هجركِ في الأَحشاءِ تستعرُ
صحوٌ وسكرٌ وأَوصالي مقَطَّعةٌ
وغابَ طيفُكِ لاحسٌ ولَا خبرُ
احذَر عيوناََ منَ الحسادِ حاقِدَةََ
كم حاولوا النيلَ من صبري فما ظفرُوا
قالوا جفتكَ فقلت ُ الذل َّ أَعشقُه ُ
في حبٍِها وكبيرُ الذَّنبِ مفتَفَرُ
انَّ الغَمامَ بهِ رَعدٌ وعاصفةٌ
لكنْ اليهِ حياةُ الكونِ تفتقِرُ
اذا يطلُّ على جرداءَ قاحلَةََ
ولا حياةُ ولا ماءٌ ولا مطَرُ
يحنو ويعصرُ طلَّاََ من براءَتهِ
بالحُبٍِ بالخَصبِ بالخيراتِ تزدهِرُ
حتى النجومُ تنادي عند طلَّتِها
أهلاََ وتثنيْ عليها الشَّمسُ والقَمَرُ
آياتُ حسنِِ إلهُ الكونِ صَوَّرَها
هلْ يعرفُ السرَّ منْ ضَلوا ومن كفَروا
ماكل من يقرأُ الآياتَ يفهمها
انَّ الضمائرَ فيها البعضُ مستَتِرُ
يعقوبُ قد فسَّرَ الرؤياوأَدرَكَها
وكانَ يعرفُ مايخفيْ لهُ القَدرُ
وَقالَ صبراََ جميلاََ بلْ وقالَ لَهُمْ
استغفرُ اللهَ فيكمْ انَّكم بشَرُ
قد راودتهُ ولكنْ قالَ هَمَّ بِهَا
وأَوردَتْ ذلكَ الآياتُ والسُوَرُ
وكانَ لله في برهانهِ عبَرٌ
لِمَن أَرادَ بحكمِ اللهِ يعتبرُ
قدحصحَصَ الحَقُّ قالت كنتُ كاذبةََ
وما زليخَةُ إلَّا الواثقُ الحَذِرُ
ليصرُفٍ الكيدَ كانَ السجنُ مطلَبَهُ
وهل بغيرِ كلامِ اللهِ يأتَمِرُ
هُما على العرشِ خرُّوا سُجَّداََ وإذا
ادركتَ معنىََ فإنَ القلبَ ينفَطرُ
أنا الفقيرُ اليها حيثُ تمنَحُنيْ
حبَّاََ ومجداََ وما تزهو بهِ الفٍكَرُ
أهوى العذابَ ونارُ الشوقُ اعشقها
وجداََ ويسهَرُ في أَجفَانيَ السَّهَرُ
دمشق ٣٠\٣ \٢٠٢٠ الشاعر : نصر يوسف تيشوري
تعليقات
إرسال تعليق