ارم. لي بوسة الشاعر المبدع منتجب. سلامي


(ارمِ لي بوسة...بالعاميّة) ......كما يُقال للطفل الصغير عند ملاعبته، ويقومُ ببراءَته بالنفخ على أصابعه ثمّ التظاهر برمي قبلةٍ من يده باتّجاه من يلاعبه ....القبلةُ من بعيد أصبحت هذه الأيّام الموبوءة -كما قيل لنا- بديلاً آمناً وصحيّاً عن القبلة الحقيقيّة للكبار قبل الصغار وللرجال قبل النساء......ولم يعد رضابُ المحبوبة مُهمّاً هذه الشهور للمحبوب المتيّم، كما كان يتغزّل الشعراء....وقد ارتاح الكثيرون من أمطار القُبَل التي كانت تهطلُ رشّاً ودراكاً على خدودهم المسكينة الصابرة في المناسبات السعيدة والحزينة ،ومايرافقها من طبعاتٍ حمراءَ ولصقاتٍ لعابيّةٍ، وذلك في الأعراس والأعياد والتعازي وسوى ذلك، وأغلبها عادات جاهليّة مُتخلّفة مُتوَارثَة ،يفترُ فيها الصدق ويضعفُ الشوقُ ،وتميلُ إلى المجاملة والتّكلّف ، كما ارتاح المنافقون الانتهازيّون من القبلات المصطنعة التي يزرعونها على وجنات المسؤولين عندما يتربّعون على عروش وظائفهم الفخمة في دوائر الدولة ويفتحون مكاتبهم الطاووسيّة لاستقبال المهنّئين المُتملّقين المُقبِّلين........وقسماً بالله لاتوجد قبلةٌ أصدق وأطهر  من تلك التي يرسمها الطفل اليتيم الباكي المنكسر على صورة أبيه الذي غيّبه الموت،اوتلك التي تغرسها الأمّ أو الأبُ على جبين ولدهما الشهيد أو المريض أو المغادر أو القادم من السفر او الناجح أو المتزوّج أو الجريح.....ولا قبلَةٌ أصدق وأطهر من تلك التي تضعها الأمّ أو الأبُ على ثياب ولدهما القديمة المُنتَظرة عودته سالماً،و الذي غيّبه الأسرُ أو الخطف، وهي معطّرة بدموع القهر والشوق والحنين والانتظار الملتهب الحزين.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

يا عازف العود… .. الشاعر والمبدع علي جابر الكريطي

يا ساقي الورد لطفا بقلم الشاعر هشام كريديح

انتي وتيني // بقلم الشاعر عبد السلام حلوم