محمد الدرة الشاعر المبدع طارق المحارب


طارق المحارب ..
3/10/2019

إعادة نشر ..

في ذكرى استشهاد الطفل الفلسطيني محمد الدُّرَّة ..

قصيدة : محمد الدرة ..

محمَّدُ ..
يا نبتةً رغمَ اليباسِ تُورِّدُ  !!
يا دربَ نصرٍ رغمَ حقدِ الحاقدينَ يُعبَّدُ !!
يا نُبذةً عنْ محنةِ  الأطفالِ في بلدانِنا
يا قصَّةً ستظلُّ دوماً كلَّ يومٍ تُسرَدُ
يا دمعَ أمٍّ لاتزالُ حزينةً ..
و أبٍ يظلُّ على الدَّوامِ ..
على الأعادي يحقدُ  !!
صبراً على فجعٍ لكمْ بمُصابِكمْ
إنَّا شعوبٌ آمنتْ .. 
بالرَّغمِ منْ بطشِ الغزاةِ الحاقدينَ
ورغمِ حجمِ الكارهينَ
و ما نزالُ منَ الصَّباحِ ..
إلى المساءِ نُوحِّدُ .

يا أيُّها الطِّفلُ الذي لوَّنتَ بالدَّمِ..
أغنياتِ التَّائهينْ  !!
وكحَلتَ عينَ الثَّأرِ في شُبَّانِنا
وبكلِّ حُبلى ..
لمْ يزلْ يشتاقُ فيها للنِّزالِ ..
إذا أتى ذاكَ الجنين
علَّمتنا أنَّ العدوَّ مُرادُهُ ..
فاقَ احتلالَ الأرضِ أرضِ المسلمينْ !!
فاقَ التَّوقُّعَ كلَّهُ 
وإذا بهِ عطِشٌ لكلِّ دمائنا
وعلى كتابِ ضلالِهِ حلَفَ اليمينْ .

لأبي جمالٍ في الجميلِ .. عزاؤنا :
أنَّ المجاهدَ والمُضحِّيَ مُنتصِرْ
والغزوَ رغمَ البطشِ يوماً مُنكسِرْ 
انظرْ إلى البحرِ العظيمِ بموجهِ ..
ما جاءَ مَدٌّ منهُ إلَّا كي يغيبَ وينحسرْ .
يا أمَّهُ لا تحزني  !!
هوَ في الجنانِ على الخلودِ ترسَّختْ أقدامُهُ ..
طوبى لمنْ شغلَ الدُّنى ..
وسقى التُّرابَ خِضابُهُ ..
و إذا بهِ لحدائقِ الرَّحمنِ  يصعدُ باسماً
ولهُ ملائكةٌ بغيبٍ تنتظرْ .

يا عامَ ألفينِ الذي غيَّرتَ خارطةَ الطَّريقْ !!
يا غزَّةُ العظمى التي رغمَ الحصارِ ..
تُعلِّمُ الأجيالَ كيفَ  الشَّمْسُ تجتازُ المَضيقْ !!
بلْ كيفَ تصبحُ قطرةُ الدَّمِ وردةً ..
فيها الشَّذى والعطرُ  يأتي منْ رحيقْ
فيها العُلى والنَّصرُ والمجدُ العتيقْ !!
تسعٌ وعشرٌ قدْ مضتْ ..
لكنَّ دُرَّةَ صارخٌ ..
وكأنَّهُ حيٌّ بنبضِ القلبِ عاشَ
و أعينٍ وصباحِ فجرٍ ..
قدْ دعانا انْ نُفيقْ .

محمَّدُ ..!!
سلْ شارلَ إنْدرْلانَ ..
عنْ زخِّ الرَّصاصِ ولامفرّْ !!
سلْهُ عنِ الطفلِ البريْ ءِ ..
بحضنِ والدِهِ ارتقى ..
يالوعةَ الآباءِ حينَ وليدُهمْ ..
منْ غيرِ ذنبٍ يُحتَضرْ  !!
سلْ شارلَ إندرْلانَ كيفَ القدسُ ناحتْ ..
والمواني والصَّخارى ..
يومَ فاجأها الخبرْ  !!
أخبرْهُ أنَّ الحقَّ باقٍ ..
والجِنانُ لنا ..
وهمْ لهمُ العذابُ على المدى ..
بعدَ الرَّحيلِ إلى سقَرْ .
محمَّدُ ..!!
يادُرَّةً برَّاقةً ..
فاقتْ نفاستُها الجواهرَ والدُّرَرْ  !!
يا دمعةً أبويَّةً ..
راحتْ تقاومُ موتَ ابنٍ غارقٍ بدمائهِ ..
وهنا الحياةُ تجدَّدتْ ..
حتَّى تحرَّكتِ الصُّورْ  !!
منها بدايةُ سيرةٍ ..
وهيَ الجديرةُ أنْ تظلَّ جديدةً
وتظلَّ فاتحةَ السِّيرْ .

طارق موسى المحارب ..

بقلمي ..

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

يا عازف العود… .. الشاعر والمبدع علي جابر الكريطي

يا ساقي الورد لطفا بقلم الشاعر هشام كريديح

انتي وتيني // بقلم الشاعر عبد السلام حلوم