درة في عقد اللآلي الشاعر المبدع. منصور غيضان


دُرَّة فى عقد اللآلي 

نظمتك مِثْل عَقْد فِى اللَّآلِئ 
فَكُنْت الْبَدْر فِى جَوْفِ اللَّيَالِي 

وَقُلْت لِكُلٍّ مِنْ هجروك صَفْحًا 
فَقَدْ عَادَتْ بِتَفْسِير الْمَقَال 

فأمليت الرَّسَائِل مِلْء خفقي 
فَهْدٌ الصَّمْت مِنْكُمْ كُلّ غالِي 

وَصَارَ الْكُلُّ يعرفني ببؤس 
وَتَهْوِين يُبَدِّد كُلّ مَالِي 

يَقُولُون الْجَمَال بَشِير حُبّ 
فَلَم أَلْقَاه مَحْمُودٌ الْخِصَال 

وَقَالُوا دُرَّة تهواك حَتْمًا 
تَمَانُع أَن تَحِنُّ إِلَى الظَّلاَل 

فَأَطْلَقْت الْعِنَان لَهَا بِشَعْر 
وَأَقْسَمَت الْيَمِينِ بِلَا اخْتِلَال 

أنازل كُلّ فَرَسَان الْبَيَان 
وأقهر مَنْ يَرَى ذُلًّا ابتهالي 

وَأَخْبَر مِن تخافهم الْبَرَارِيّ 
وَعَنْتَرَة الَّذِى قَهْر الْمُحَال 

بِأَنِّي فَارِس وَالنّبْل مِنِّي 
تَأْبَى أَن يَرُوم لَهَا اِخْتِزَال 

وَإِنِّي دُون عُشَّاق الْأَمَانِيّ 
أُتَرْجِمُ كُلَّ وَارِدَةٌ بِبَالِي 

وأسهد كُلَّمَا عَادَت لِقَلْبِي 
أغَارِيد الْمُحِبُّ لَهَا امتثالي 

صَفَاء الرُّوحُ مِنْ هَمَس تَغَنَّى 
وَالْحَانّ الْجوى عصفت بحالي

فَقُل لِي صَاحِبُ الأُرغول عَفْوًا 
عَلَى أَىّ الْبُحُور جَرَى النَّزَّال 

لأصحب خُلَّتِي مِنْ كُلِّ أَرْضٍ 
وَنَغْدُو للنسائم وَالنَّوَال 

وَهَبَنِي قِصَّة الْأَزْمَان عَطْفًا 
وصغني الرّدّ عَنْ ذَاكَ السُّؤَال 

عَلِقَت بِجَيِّدِهَا وَطَفِقَت أَتْلُو 
مِنْ الْأَسْفَارِ حُبًّا بِاعْتِدَال 

فَمَا أَغْنَتْ عَنْ اللوعات رُوحِي 
وَمَا أصغت لبوح أَو خَيَالٌ 

وَلَكِن عاقرت فِى الصُّبْحِ مَكْر 
وجادت فِى الْمَسَاء بِالاحْتِيَال 

فَيَا رَبُّ الْعِبَادِ سَئِمْت صَدَا
مِن الْمَحْبُوب يُؤَذِّن بِاعْتِلَال 

فَقَوِي ضَعْفٌ مَأْسُورٌ وَعَجَّل 
بِفَكّ قُيُودِه قَبْل اغتيالي 

الشَّاعِر / مَنْصُور غيضان

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

يا عازف العود… .. الشاعر والمبدع علي جابر الكريطي

يا ساقي الورد لطفا بقلم الشاعر هشام كريديح

انتي وتيني // بقلم الشاعر عبد السلام حلوم