لحظة لقاء // الشاعر الياس مشقف//

لحظة لقاء . . .
أفترشت الرصيف . . .
محطة للإنتظار . . .
متلهفا للقاء . . .
قد أخبرتها سأكون في الموعد . . .
ستصل بتمام العاشرة و عشرة دقائق . . .
ممتطية قطارا عرباته قافلة حطب. . .
تجرها أحصنة طاقتها لهب . . . 
صباح ذلك اليوم . . .
قد نهضت باكرا . . .
طبعا . . .
لم تعتد أيامي ذلك . . . 
آه للقاء الحب . . .
حلم واقع . . .
لأجله تناسيت الألم . . . 
و تجاوزت عثرات الطريق . . .
كي أصل في الموعد . . . 
في المحطة . . .
كان رصيف الإنتظار عامرا بالأرجل . . 
ما فائذتها كلها . . .
و هي محدثة للإكتضاض و الفوضى . . .
عجبا رجلان لقلب واحد و عقل وحيد ؟ . . .
كنا لنتأقلم بواحدة لو مشى آدم على واحدة . . . ، 
لكانت العصي ساعدنا . . .
و لتطوعت الممرضة لتكون مساعدنا . . .
ما كنا لنخجل من حال فاقد الأرجل . . .
و لما ادعي أنها طبعه . . .
كل العيون . . .
كانت تترقب وصول المنتظر . . .
لربما سيحكي لهم قصة دربه . . .
كيف خرق ضبابية الأنفاق و تجاوز خطورة الجسور . . .
قد يذكرهم أن النفق و الجسر  تحفتان . . .
من إبداع يدا إنسان طمع تملك الثالثة . . .
ليبلغ بجهده درجة العظماء . . .
سيستغني الناس حينها . . .
عن حضورهم المزدحم . . .
تراءت لي الرؤوس كوريقات ورد تتراقص . . .
تتسابق فوق عرض الأناقة لينلن أيهن العطرة . . .
أو قلوبا خانت قفص الحياة . . . 
تسللت لشرفة الأنوف . . .
لتحظر الجمال عن قرب و هو يتجمل . . .
ضعفي أني لم أعتد  ذلك الترف . . .
رغم أنه كان عرضا . . .
حاكي حقيقة المجمع . . .
و أخيرا حانت لحظة الفرجة . . .
قد سبق صهيل الحصان المتهالك توقف القافلة . . .
عربات هممن للتو . . .
في إفراغ بطونهن من ألم الحمل . . .
ها قد نزل الحلم من ثالث عربات الفار . . .
و في الموعد ، قد أشارت ساعة العمر للعاشرة و ربع . . .
بتلك العبارة خفق قلبي دون أن تسمعه عيناي . . .
كل ما جرى بعد ذلك كان صادقا . . .
دموع الشوق تبلل أثاث الحضور . . . 
و الأيدي  تتشابك لتتبارز . . .
مستعجلة شهرة المدينة . . .
المدينة مكان فيه الكل . . .
يحسب نفسه أسيرا لقامته و سجينا لقصره. . .
صعوبة النزول من مركب اللحظات الحالمة . . .
وسط تلك الفوضى فعل طبيعي . . .
لذلك . . .
ارتأينا الإحتساء من إناء التريث . . .
فلقاؤنا سيحدث ضجة الفضول . . .
حول طاولة فنجان القهوة . . . 
سننتظر ، سنتأمل النفوس . . .
و هي تهرب من زحمة . . .
باحثة عن راحة في مكان مريح . . .
بدايته واقع لحظة و نهايته بداية حلم . . .
- - - الياس مشقف - - -

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

يا عازف العود… .. الشاعر والمبدع علي جابر الكريطي

يا ساقي الورد لطفا بقلم الشاعر هشام كريديح

انتي وتيني // بقلم الشاعر عبد السلام حلوم