من خلف القضبان // الشاعر الكبير // عبد الكريم سلامه//

بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية نقول أسرة وإدارة وأعضاء أعزاء كل عام وانتم ولغتنا العربية بالف خير  
الحقوق محفوظه
من خلف القضبان
تغتابُني اللحظاتُ الحاسمة
وأنا في قوقعةِ انتظاري 
أجتمعُ أنفاسي ألذائبة
إلى ما وراءَ المكانِ 
حيثُ
تجتمعُ قطعان ماشيتي
وبعض من كرامتي
وأولاء والعابثين
ببقايا قرابينَ قتلتي 
الذين ما زالوا
ينتعلون جلدَ أبائي 
رخامُ أجسادِ الحالمين
بحبةِ قمحٍ وبياسمين
 دمشقي عدني
وبصغار عصافير
جاءت 
لتتلو صلاةَ الموت
ِفي جنازتي
قبالة 
معبدِ صمتي الأزلي 
وإنما ودونما بيادرَ 
تمتشقُ الجزورَ العالقة 
في مخابئ
ودونما قوافلَ 
محملةٍ بغدِ
يضرمُ النارَ في أمسي
رمادُ الزمنِ القابعِ  
في زنزانةِ 
من اعتادوا جلدي  
بقيةُ ماضٍ 
يفترشُ 
ذاكرةَ الوجعِ القادمِ 
قضبانُ حراستي 
وكلابُ من أتوا
للشهادةِ بموتي
وأنا وجدارٌ يلتفُ 
قبورَ النائمين 
رغيف يابس
وفتاتيت عظامٍ تبقتْ
لعشاء أخير 
يهمني الدخولِ 
في 
محرابِ نسياني القصري 
وقبلَ الاعترافِ 
بمجيئي لوجودي العدمي 
أو التجرأ بارتجالي
ِ البوح بنكراني
حطامُ الزمنِ الغابرِ
أمواتُ لقادمين 
عراةً إلى مدن خرابي
القابعةُ في مغائرَ النفس 
التائهةِ كما  بحارُ الملحٍ
المعتقةٌ بجراحِ الياسمين
حكاية 
من أعادوا
 يا سادتي لبابل  
المعلقةَ حدائقَها البائسةِ 
أراجيحُ رياحٍ 
 يتتناثرها الرماد الحائر
 ما بين بقاء 
يتنسم وجعي 
تحتَ نعالِ القادمين 
وما بين اعتجاني
رقمٌ 
تتجاذبها النارُ 
أمواتٌ
من يتسابقون الموتَ 
لحتراق 
بقايا تمردي العبثي
على أيدي
الذين جاؤا 
الي 
ليغتسلوا بدمي
وأنا ما بين قضباني 
وحرائقيَ 
ذاكرةٌ لنسياني  
ولوجعٌ مقيمٌ 
أغتابته قوائمي المنزوعة
عبثيةُ النقمةِ
المؤدلجة بالرغبة
وحماقاتُ الغموضِ 
وفلسفة المتفلسفين
وكانما الرياح
تتهاوى 
أشرعة المراكب 
لترتسم في قعرِ المسافاتِ 
وجوهٌ قاتمةٌ
لسوادِ النورِ
ولرغيف يابس
ولازقة
ما زالت تعدو  في انحائي
محتمية بأشداق إلمتنبئين
بخرابِ بابل وبابلُ وأنا
سكاكين تمتشقُ الصوتِ 
أفئدةُ العابرين 
ووجع
لما بين القضبانِ 
يستجدي خاصرةٌ تئن 
وقلبٌ يضمرُ 
الموتَ المفاجئ 
لذات الأرضِ 
لعنات ما تبقى 
رمادُ قياصرةِ الرومِ  
أباطرة من جاؤا 
نواقيسُ الدمِ 
رايةُ للمتعطشين
وللعابثين 
بقرابينُ آلهة 
أور واورور 
وتلك الكفارة 
باجساد من سبقني
اختبار الطعم النوعي 
لحرائق ما قبل الموت 
دونما وجعي
ودونما
قضباني 
 التى ما زالت تتنفسُ 
رائحة قديدي
 الذي ما زال
 يعد منه 
كل يوم طبقا
 لحرائق ابتسامتي
 الملفحة 
بجمرّ أحلامي المقطعة 
اوصال ارادتي المتصالبة  
وضوءُ الشمسِ
لغةُ 
وسيوف
 ووجوه ملثمة بعباءة
الظنَ وهذي الضَوءُ 
وهذي الدماءُ
وهذي 
وليس من نجم يهتدي 
لجدران قيودي الزاحفة 
وهم انتظاري صقيعي
دونما شماتةُ الرمل
ودونما حلم يعدو 
خلفَ ما تبقى
من سرابِ 
لظلِ يلاحقني 
ولجراح 
أيقظتها جراء 
الكلابُ وأصحاب الوليمه
و هذي الطريقُ المعبدة
بالخوفُ 
والحماقةُ
التائهة
وهذي الساعةُ البلهاءِ
لانعدامُ الوقتِ 
ولقيامُة الارضِ 
قناديلُ الهزيمهِ
إيه أيتها التماثيلُ الرميمهُ
ماذا فعلتْ بك
انتفاضةُ المتربصين 
بغدي 
وانا هذي
الطواحينُ القديمهُ 
وثعابين روحي
تمتشقُ  اللونَ 
انفصامُ اللغةِ
تاريخٌ الهزيمة
 يا للجريمة 
الملح اغتصبته الجراح 
وعبر الحلم المدينه
ولم يأتي الصباح 
ولم ازل 
وأنا وهذه القضبان اللئيمه
 وبابلةُ العصر  
أحصى
أنفاس أللاهثين  
إلى مدينتي
ومدينتي 
هذا الوجهُ الآخرُ 
لزنزانتي 
المخبأةُ
في قاعِ ملامحي
الزائفةِ وهذا العالمُ 
الكبيرُ الصِغيرُ 
المسجى
في قاعةِ 
من تقاسمَ 
جسدي العبثي 
دونما رغبةٍ في إقيائي 
أو التهامِ 
لما تبقى 
من أجزائي الملتهبةِ 
موتي واحتضاري
ودونما قافلةٍ 
تقلني 
إلى منفاي الأخيرِ 
حيث حريتي البلهاء
عبودية الآتي
وبئسُ المصيرِ 
فأين منا الضميرُ 
وما زال كفني 
في عراءِ ذاتي 
يبحثُ 
عن قيامتي 
لعهدِ جديد 
ولعترافي
 بزيفُ انتصاري 
وعن
وأنا ما بين
موتي 
وقيامتي 
وانكساري
وما بين 
رغبةٌ تقذفني 
إلى أقاصي انحداري
جمعي وانشطاري 
وأورشليم  
حكايةٌ
 لزناة والفاسقين 
خلاصُ روحي 
ما بين جسدٍ 
معلقٍ وبابلتي 
وحلمِ أضاعِ الطريقِ 
خشبةٌ 
مصلوبةٌ في داخلي
ورجاءٌ ابدي 
لوجودٍ قد لا يكون...
فأين مني اورشليم
وهذه القضبانُ
الذائبةُ في عظامي 
وآذان
 من استمعوا صرخات 
تاريخي
 المدلى عناقيدٌ
أصواتُ الصارخين 
في زحمةِ
 الوجعِ
 أمواتٌ تتناثر
ٌ نتفات الألمِ
 البابلي الممزقِ
روحُ 
من يتسابقون الموت
في زحمةِ المعلقين 
صلبانا تتأبطُ جسدِ 
من بلغوا أماني
 المكتظة 
برائحةِ العفنِ السادجِ
أغنياتُ لسكاكين 
تجتمع
عظمُ اللاهثين
إلى أشداقِ 
من اتخمتهم الفضيلةُ
بؤس المتصدقين 
ومن جاؤا حفاةُ 
عراةٌ 
في زحمةِ الاخ 
ليقروا  
 امام داحسَ والغبراء 
 بانتمائنا القهري
لأصالةُ الحقدِ 
ولتاريخُ هلاكِ من جاءَ
 ليتقاسمنا
في دهاليز الموت
قضبانُ 
من امتحق 
انتفاضة الروح 
بقاءُ الحالمين
برغيفِ قوتي
وفوتي رغيف  وجه
 لعدم 
يتزاحم  شكل آخر 
لجوعي
 لقهري
 ولتعاستي
ولجمع
 يتناسل 
في زنزنة البحر 
حيتان تجوب 
مستعمرات 
الواقفين الآف
موالفة من وجعٍ  
وصراخٍ وأطفالٍ
تستعطي العراءَ منا
والسائلين
والمتقين المغادرين 
بقاءُ  خرابٌ
انفاس القادمين 
رمادُ 
الارضِ والزاخفين 
لقمةٌ 
للعيشِ 
صقيعُ الموتِ
وإبتهالُ الجالسين 
جسدا
 قربانا يتقدمُ 
ربيعا عربيا
أشرعةً ممزقةً 
خزائن فارغة 
وإهراءاتٍ متخمةً 
بالأطرافِ والرؤوسِ 
كما كل الذين مروا
بهابيل وقابيل
ودونما رجوعٌ 
لخاتمةُ لبداية 
موتي الابدي 
أو لرتحام 
ما فعلته 
يديا الملوثتين 
بدماءِ أبنائي 
غفرانُ لخطايا
من سوفَ يأتي 
شبه للظلمة المكتظة 
في عيني 
من يتوالدون 
دونما أمٌ 
ودونما وطنٌ 
ودنما شكلٌ 
لوجهِ عربي
لتاريخ
 لولادة
 لهزيمة 
لرائحةِ 
دمٍ خبذنا اليومي 
لصحائف 
تخرج من رحم
الذاكرة المغسولة  
بسوس
تتقمصُ 
شكلَ الأفاعي 
المتربصةِ قي ملامح 
النوقٌ المتراقصة 
على تيجانِ 
من توارثناه الها
يجتزُ 
رقابِ 
َمن مروا ليلقوا 
تحيةِ الانتقامِ   
وملاذا لمغانم 
أخلاق شرِ أمةٍ 
أخرجت للناسِ 
ذبائحَ ملقاة 
على إمتدادِ صحراءِ 
لا تعرف 
كيف يكون البراء 
حين يلتهم الجسد 
ديدانه المسمنة
على يد جلادٍ 
عرفناه
 الها 
عبدناه
اخترعناه 
لعدم جئناه
مولين له 
لمصيرِنا المحتومِ
موتا أكاديميا سياطا
إنما 
باسافين
 تبتلعُ حدودَ الرقابِ 
نزيفُ الشريان وريدا 
متخما بالدم المتخثر 
عنترا عبسيا 
عربيا عرفناه 
بطلا خلبيا 
لا يدرك 
بعده الكوني
بغير اقاصيص
 البطولة
 الرائجة
 الطاذجة 
منذ آلاف السنين 
الشاعر عبد الكريم سلامه 
الملقب بكريم ابو نصري

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

يا عازف العود… .. الشاعر والمبدع علي جابر الكريطي

يا ساقي الورد لطفا بقلم الشاعر هشام كريديح

انتي وتيني // بقلم الشاعر عبد السلام حلوم