موعد في الغربة10(( الشاعر عصام حمي ))

موعد ...في الغربة 

تأليف و إعداد : عصام حمي 
الحلقة : العاشرة 

كانَ كما تَوَقَّعَ أحمد فَقَد استَقبَلَت صِربيا اللَّاجئينَ بِشكلٍ فَظّ ..فاجتمعُ الحُراسُ حَولَهم ..واقْتادوهُم إلى شِبهِ مُعتَقَلٍ كَبير ..يُحيطُ بِهِ أسلاكٌ شائكة ٌ..بِالقربِ مِن سِكَكٍ للحَديد ..بِوجوهٍ كالحِةٍ..فالدّولةُ التي ماضيها كانَ حافلا ًبِما يُسَمَّى بالإشتراكية ..لا يَعرفوَن طِيبَ المُعاملةِ..إنطلاقاً مِن مَقولة : 
فاقِدُ الشَّيءِ لا يُعطيه ...
حاوَلَ أحدَهُم أنْ يَدفعُ مها ..بعنفٍ إلى داخِل المُعَسكَر ..لَكِنَّ أحمد سَبَقَه .. أمسَكَ بيدِها هُوَ ..قالَ أحدُهُم بلكنَةٍ إنكليزيَّة رَكيكة :
 لماذا تَأتُونَ إلى بِلادِنا ..أنتُم إرهابييِّن ..
.لَكِنَّ القومَ تَحَمَّلوا ..إلى  أنْ يَصِلوا إلى مُبتَغاهُم ..
صارَ الوقتُ  عَصراً ..وَلم يأتوا بِوَجبَةٍ..لَهُم ..حَتى جاوزُ العصر ..
فتناوَل الجَميعُ على مَضضٍ ..
لَكِنَّ الخَبرَ الذي لَمْ يَكنْ بالحُسبان ..أنَّهم َسَيبيتوا لَيلَتهُم هُناكَ في صِربيا 
سَألت مها : أحمد ..كَمْ بَقيَ لنا حَتَّى نَصِل إلى ألمانيا ..
قال أحمد : أيامٌ ..وَعِندَنا مَسيرٌ على الأقدامِ ..بَعدَ صِربيا هُناك ..سلوفينيا ..ثُمَّ النَّمسا ...فألمانيا ..
أتوَقَّعُ  انَّ المُعامَلةَ في النَّمسا سَتكونُ أفضَل ..
وَمَضى القَومُ ليلتهُم في العَراء أيضاً ..
وأفاقُوا على تَعبٍ واضِحٍ على الأوجُهِ ..كانَت أماراتُ الضَّعفِ والتَّعب على وَجهِ مَها ..وسامِر كانَ يَشكو مِن زُكام ..جَراء ليلةِ المَطر ..وَلَمْ يَكُنِ الآخَرين بأفضلِ حالٍ ..جاءَ الحَرسُ ..وَطلبوا مِنهُم أن يمشوا مَسافَةَ عِشرين كيلومتر ..لِيبلُغوا أقربَ مَحطَّةٍ ..
واضطَّر الجميعُ رَغمَ تَعَبِهم أن يَمشوا هَذه المَسافَة ..كي يَصلوا إلى المَحطة 
حَمَلَ أحمدٌ سامِراً ..وَمَشى بجانِبِ مها ..وَهِي تكادُ تَقَع ..من الإعياء ..
بعدَ حوالي السّاعتين ..بلغوا المَحطة ..فتفاجأ القومُ ..بأن في انتظارِهم 
قِطارٌ مُخَصَّصٌ لِنَقل المَواشي ..أو في أحسنِ الحالات ..لِحَملِ البضائِع ..
فَرَكِبوا القطارَ ..وَجلسوا على الأرضية ..كي يَرتاحوا قليلاً ..
إلى أن بلَغوا الحُدودَ السلوفينية ..فَتَوقَّفَ بِهم القِطار ..
وقيلَ لهم إنتظروا هُنا ..
قالوا إلى متى  ؟؟؟
..لمْ يأتهم الجواب 
ثُمَ بعدَ ساعاتٍ فُتِحَت لَهم الحُدود السلوفينية
وأُدخلوا إلى شِبه مُعَسكَرٍ ..
سألوا مَتى نُسافر إلى النَّمسا ..قالوا ..
عِندما تأتي المُوافقة مِنها  ..سَتسافِرون ...لَكِن قَد يَتأخَّر الجَوابُ ..لأيّام ..
تَبَرَّمُ الجميعُ ..لكِن قامَ أحمد وجابِر ..بِرفع مَعنوِيّات النّاس قائلين : يا جَماعة ..القادِمُ أهوَن بإذنِ اللَّه ..تَوكَلوا على اللَّه واصبِروا .

يتبع
        بِقَلَم : عِصام حَمي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

يا عازف العود… .. الشاعر والمبدع علي جابر الكريطي

يا ساقي الورد لطفا بقلم الشاعر هشام كريديح

انتي وتيني // بقلم الشاعر عبد السلام حلوم