قلب اثقله التعب بقلم الأستاذ عماد سالم ابو عطا

 قلب أثقله التعب

كيف للروح أن تحيا وسط هذا الخراب

وكيف للقلب أن ينبض وهو مُثقل بجبال من الألم؟ 

أشعر أنني أحمل على كتفي حملاً أثقل من العالم

وكأنني وحدي أقف أمام هذه الرياح القاسية 

لذلك أنا بحاجة إلى بداية جديدة 

ولكن أين تُولد البدايات وسط هذا الركام؟ 

أطفالي في مدارس الإيواء لا يعرفون من الدُنيا سوى الجُدران الباردة والحكايات التي تحكيها الرياح  نظراتهم تسألني أسئلة لا أملك لها جواباً

أين الدفء؟ 

أين البيت؟ 

أين الحلم؟ 

كُل شيء صار كالحلم البعيد

كطيف لا يُمسك ولا يُرى

أتساءل في صمتي

أين رحمة الله في هذا العالم الموحش؟ 

أين تلك الأيادي التي تمتد للمعاناة؟

أشعر بثقل هذا العالم على صدري كأنني أحمل الجبال على كتفي

لا بيت يؤويني

ولا سقف يحميني من مطر الأحزان

أرى وجوههم البريئة

وأتساءل

هل ينتظرهم مُستقبل يحمل الأمل؟

هل سيعرفون يوماً معنى الأمان؟

فالجوع ليس مجرد ألم في المعدة

بل وحش يفتك بكرامتنا يوماً بعد يوم

يتركنا نُصارع الفراغ متشبثين بأوهام الهواء بحثاً عن كسرة خُبز أو قطرة ماء

أريد لهم مدرسة تُعلمهم الطموح

لا مدرسة إيواء تُعلمهم القسوة

أريد لهم سقفاً يحميهم من قسوة البرد في الشتاء ومن حر الصيف

أريد لهم وطناً لا يهجرهم

وأياماً لا تخذلهم

كم هو مؤلم أن تعيش بلا أمل وأن ترى الأحلام تتحول إلى رماد

كم هو مؤلم أن تُصبح غريباً في وطنك تبحث عن مأوى في أرض كانت يوماً بيتك

أكتب هذه الكلمات وقلبي يتصدع بين السطور

ولكن لا أملك إلا أن أكتب

فالحزن الذي يملأني يحتاج أن يخرج ولو في كلمات لا تمنحني بيتاً

لكنها تواسينى فى محنتى

أيها العالم إن كان فيك رحمة فامنحها لنا

وإن كنت قاسياً إلى هذا الحد فامنحنا فقط فرصة لنقف على أقدامنا من جديد

لا نطلب الكثير فقط بداية جديدة 

بداية نمسح فيها غُبار الألم الذي أثقل أرواحنا وأرهق قلوبنا

لأجلهم سأحاول حتى وإن كان قلبي مُحطماً وأحلامي مُنهارة

لأجلهم سأجمع ما تبقى من قوتي وسأصنع لهم بداية جديدة

حتى وإن كانت البداية في أعماق هذا الألم

عماد سالم أبوالعطا