الهرم بقلم الأستاذ طلعت كرم
الهرم
أمتطي أمواج الخيال، ورياح الذكريات، واعتلي جبال الأخبار
لأسقط أخيرا بواحة اليوم، وأرى وجهي بمرآة الزمن.
وأصرخ
مَن أنت أيها المتطفل على جسدي؟
أرى تقاطيع صورتي، فتتسارع نبضات خوفي
هل أنا؟ أنا
كيف يغزو الزمن نعومة صوتي، وخلفه تختفي أيام الشباب وجنونها؟
وتتحول إلى أكوام من الذكريات بجسد الأعوام الماضية إلى لا عودة
يوم يختفي خلف النهاية بلا بداية، إلا من أشعة الحقيقة، حين تتلاشى وتهرب من سواحلها غيوم وسراب الأحلام
وتدوي على صفحة الواقع أغاني الزمن الجميل
ولا نرى سوى حروف الحقيقة المؤلمة
رحل الزمن
هل نحلم حين تشتد حركة الليل محاولين الوقوف أمام الأعاصير وشدة الزلازل.
ونسقط كأي ورقة ليمون على قطعة من الزمن تجرفها الرياح، فتعيش على حافة أي نهر
تحاول أن تصارع نفسها مع نفسها
تختفي، تتمزق قطعا صغيرة أمام النسمات
وهل محاولة البقاء أقوى من هرم الروح وتجاعيد الجسد؟
لا أدري؟
قد تنبت هناك أشجار وذكريات
على جسد أعيته الثواني والدقائق والساعات
ففقد حلاوة الأيام
ويبقى السؤال مطروحا
هل الانتصار هو إرادة الإنسان؟
أم حظ السهم الأعمى الذي أطلقه جاهل. يصيب صاحب الأحلام فيرديه قتيلا، حاملا ومعه كل ذكرياته، وكنز خياله ونبع ما يحب
هذه هي إرادة الخالق بخلقه
ولا أعترض.
طلعت كنعان
تعليقات
إرسال تعليق