أم اليتامى بقلم الشاعرة المتألقة آمنة ناجي الموشكي


 أمُّ اليتامى


صنعاءُ، ما بالُ الأعادِي تَشتعلْ؟

وتزيدُ غيظاً حينَ قلبُكِ ينفعلْ؟


ألأنكِ الأَولَى بحضنِ عُروبةٍ

صمتَتْ عن الجُرمِ الذي هزَّ الدُوَلْ؟


شعبٌ أُبيدَ من الأعادِي، وَيْلَ مَنْ

خذلوهُ بالصَّمتِ الذي ما كانَ حَلْ


الصَّمتُ جُرمٌ، فلنصيحَ وكيفَ لا

وشعوبُنا ذاقتْ منَ الذلِّ المَلَلْ؟


استعمرَ الأعداءُ واحتلُّوا، وما

صمتَ الضريرُ عن العذابِ ولا غَفَلْ


ما زالَ يَصرخُ مستعيناً بالذي

خلقَ الخلائقَ، وهو أعلَمُ مَن قَتَلْ


أطفالُنا والأُمَّهاتُ وكلُّ مَنْ

لا ذنبَ لهْ فيما جرى أو ما حَصَلْ


أُفٍّ لقومٍ مزَّقوا أوطانَهم

فغَدَوا طعاماً للأعادِي كالحَمَلْ


ضُعفاءُ يا حزني على الأوطانِ مِنْ

قاداتِها أهلِ المعالي والمِلَلْ


حينَ الهوانُ يَجُرُّ طغيانَ العِدَا

نحوَ الطُّفولةِ والأُمومةِ بالجُمَلْ


الجوعُ أنهكَ أُمَّةً مكلومةً

مقتولةً مأسورةً فيها العِلَلْ


ما صارَ يجري يا إلهي مِنْ عَنا

ومشقَّةٍ للناسِ مِن حربِ الزَّلَلْ


ما زالتِ النيرانُ تَشعلُ في الدُّنا

والموتُ يسري والمآسي لا تَمَلْ


صنعاءُ، يا صنعاءُ يا أُمّاً لنا

وبكِ الأُمومةُ لليتامى تُكتمَلْ


إنْ تصرُخي: اللهُ أكبرُ حينما

قتلوا بغ زَّةَ كلَّ حيٍّ مُعتقَلْ


صرتِ لأعداءِ الحياةِ تُناهضي

وتُحاربي مِن أجلِ أطفالِ الأمَلْ


لكنَّهُمْ جَهِلوا نداكِ وبادروا

بالقصفِ والعدوانِ تأديبَ الدُّوَلْ


ظنُّوا بأنَّ العُنفَ يُجدي، والذي

خلقَ الوجودَ يرى ويسمعُ مَن جهَلْ


العنفُ يُنتجُ عنفَ أقسى كلَّما

زادَ الأعادي بالتمادي واستَهَلْ


هيا أوقفوا حربَ المجازرِ وانتهوا

عن قتلِ أطفالِ الحجارةِ في عجَلْ


ولتَجنحوا للسِّلمِ، نَسْلمُ كلُّنا

وتعودُ للأرضِ السلامةُ والقُبَلْ


       شاعرة الوطن

ا.د.آمنة ناجي الموشكي

اليمن ٢٧.   ١٢.   ٢٠٢٤م

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

يا عازف العود… .. الشاعر والمبدع علي جابر الكريطي

يا ساقي الورد لطفا بقلم الشاعر هشام كريديح

انتي وتيني // بقلم الشاعر عبد السلام حلوم