الليل يغفو /للشاعر طاهر الذوادي

الليل الذي يغفو على ساحات الكسوف
نثر المرار على التضاريس
و التضاريس شراشف لبكاء الشمس
و هذا الذي ضيع الطريق
لازال يتمزق في صور المرايا
خلف شناشين الوهم و الصدأ
للشمع الذائب في البوح
للسماء المهداجة بالقنابل
للخراب الماثل للتكاثر
للفتيل الذاوي في الزوايا
لكل نهار يجيء متعبا من صراخنا و النحيب
لكل موت لم يعتقل هياكلنا في الزفير

و لازالت أتلقّف الهزيمة
على أذرع الخرائط المشلولة / الممزقة في قعر العطش
لازلت أتوسد الفجيعة 
الأكثر انتماءا لدمنا
و لازال الخبر منتشرا على طيننا الوحل
يتهاوى ، يتخاوى بسلطتنا و الخذلان
و في العزاء السخيّ قولنا الرّماد
أعلى من جمر قهرنا و الثبات

ليتني أكثر من نسيان 
أكثر من صمت 
أكثر من صخرة
لأتسع لأكثر من قنص 
لأكثر من طعنة 
لأكثر من وجع
لأعمارنا أكثر من عزلة 
في أعمدة غارقة
و لازلنا في البحث ندوّر أجسادنا المهدمة

هذا البحر وشوشة للنهايات التي نتسوّل
و هذا الرصاص لا يفقأ ثرثرتنا المجدبة في اليباس
ليتني أكثر من هرب 
لأبحث عن ظلّي في الهباء

لصمت الأدعية أفور 
أفوّض ، أخاتل الصباح
لخطوة أخرى
و لأخرى تشيّبني الألوان 
 من الطير الجريح في غزة

  - طاهر -

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

يا عازف العود… .. الشاعر والمبدع علي جابر الكريطي

يا ساقي الورد لطفا بقلم الشاعر هشام كريديح

انتي وتيني // بقلم الشاعر عبد السلام حلوم