بارقة أمل بقلم الشاعر المتألق عبد الستار الخديمي


 **بارقة أمل**


سأغمس يدي في عمق العقل الباطن 

وأرى ما ستبشّر به الأحلام 

وأعدّل -إن استطعت- ما تخبّئه الأيام 

يجادلني الليل في وهني.. 

في وحدتي واغترابي 

ويُشهدُ عليّ عيون القمر التي لا تنام 

ويلزمني بعدّ النجوم السابحات في الفراغ 

وأنا أحب المجاز ولا أحسن الحساب 

فأتلعثم ألف مرّة 

وأحاول ألف مرة 

وألتقط وجهي المنكفئ على الأرض 

وأحمله بين كفيّ لأرى مدى انكسار الأرقام في ملامحي

عفوا .. لا ملامح لي

سافرت مع نسائم الفجر تبحث عن وجه آخر 

صفحة وجهي غير آمنة

لم تترك الحرب فيها غير مآسي وآلام 

وبيدر خاو ونمل ملّ قحط الأعوام 

يمكنكِ أن ترسمي خطوطا جديدة على وجهي 

ويا حبّذا لو يتجدّد الأمل في بيدري 

وتعود النوارس لتؤنس وحدتي

أنا من صنعت وحدتي 

وأجدبت حديقتي الخلفية 

لم تعد بها إلا زهرة واحدة يتيمة 

طال عنقها طلبا لصيّب يأتي في غفلة

الصدفة جميلة حين تجمعك بحبيب في تقاطع طرق 

وهي أجمل حين تزهر كل حقولك 

وتمتلئ محاريبك صلوات عشق أزلي

وتسيل أنهارك لتعقّم ما أسن من مائك 

وتبعث دفئا لم تعهده في دمائك

في وحدتي أنتظر صدفة 

أنتظر صوتا يأتي من النافذة 

يكسّر صمتي الممتدّ في خلايا النحل 

يمزّق حُجب الليل الدهماء 

أنتظر غيمة حبلى تلد بين جنبيّ نشيدا 

أضعت النشيد حينما غيّروا لون العلم 

وغيّروا أسماء الشوارع ووجوه المارة 

وألصقوا على الواجهات رسوما متحركة 

وصور جميلات لا تدبّ في شرايينهن حياة 

كل شيء غدا ديكورا لمسرحية سمجة بلا نهاية

آه يا كافكا 

عوّضوا أبطالك بصورة راقصة عارية 

لم تثمر لا واقعيتك ولا عجائبيتك 

أصبحت مثلي غريبا في غربتك 

تشتهي أن تكون وحيدا 

وأشتهي أن أكسر جدار وحدتي 

وأجمّع شرقيّ بغربيّ 

فتلد الإناث توائم من الزهر .


بقلم: الأستاذ عبد الستار الخديمي - تونس

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

يا عازف العود… .. الشاعر والمبدع علي جابر الكريطي

يا ساقي الورد لطفا بقلم الشاعر هشام كريديح

انتي وتيني // بقلم الشاعر عبد السلام حلوم