سهى زهر الدين / رحيل روح ورقة

 (رحيل روح ورقة )

                            

حين تمايلت أوراق الخريف وسقطت لم يسمع صوت آهاتها او قرقعة أشلائها ، وحين تطايرت هنا وهناك ،لم يلاحظ شرودها أحد ..

الكل كان منغمسا" بالهواء الذي يرافق إنتقال الفصول 

في تلك الأزقة لعنة ريح تهمش تلك الأوراق ...تارة" ترميها يمينا" تارة" تلصقها في مستنقع الوحدة ،

نحيب الأشجار الباسقة مخنوق لا صوت له ، أغصانها متباعدة تنوح (يا ولدي )

تنجلي العاصفة لترمم الصدأ داخل أرواحها 

فيأتي الشتاء ليعود الصقيع يتدلى من أخمص وجودها إلى أعلى صلواتها ،

فيعود الجليد خجولا" يغلفها بصمت ، يسجد لآلامها ، سكون يعم المكان ..

هي لحظات صبر وصمود 

متى سيغيب شهر الجماد ويعود الربيع مبتسما" ليتجدد نسلها من جديد ؟

متى ستشعر بمولودها يركلها داخل أحشاء انتظارها ؟

تدور وتدور الساعات ، دوامة فصول تشعر بها الغابات 

لا أحد يشعر بتلك الارتجاجات سوى روح تقمصت داخل قلب شجرة تموت كل يوم ، كفنها الفجر ، وليلها سراب يسكن وشاحها الذي يعانق الشمس .

               سهى زهرالدين