سارحل من فضائك صامتا بقلم الشاعر المتألق غازي الرقوقي
........سأرحل من فضاءك صامتا .........
سأرحل من فضاءك صامتا
فقد أصبحت بساتينك قاحلة
وحبك مصحوب بأنين الوجع
وكلامك كالجلاد يسلخ قلبي يا ظالمة
لقد مسني الضر من حقدك وكسر خاطري
فأفعالك كلها مؤذية عارمة
إذهبي عني فأنا لم استطيع معك صبرا
عندما أحببتك ملأت لك سلال من الغرام
وضخ القلب العشق وزرع لك الهيام
ملكتك الروح وحضنتك بين الأضلاع
وكنت أسامرك على شواطئ الأشواق
أغوص في بحرك الهائج حتى الأعماق
أغتسل من ماء عينينك
وأنظر إلى الرموش ... والجفون ... والأحداق
كنت أدغدغ هواك على نبض الوتين
وأغفوا على صدرك أنير قناديل الشرايين
وأرتشف من رضابك عقار
بنكهة التوت والدراق
كان حلو .... لذيذ
وكالشهد لونه وطيب المذاق
ماكنت أعرف أن في الحب خيانة
وما كنت أعرف أن في الحب إهانة
كنت أعاملك بإحساسي ...... وشعوري
أتوسد حضنك ليزيد سروري
أين نبضك الذي كان يثور كالبركان
وأين أنفاسك التي كانت تعطرني بالريحان
مغرورة أنت وعنيدة وعقيمة الوجدان
رميتيني في بئر يوسف لأغرق
ولولا قافلة العزيز كنت الآن في خبر كان
فأنت لست مثل زليخة عاشقة
ولامثل عبلة شجاعة راشقة
سأرحل عنك فأنا لست ضعيف
ونسيانك سهل وسأبقى كالورد صاحيا
ولن تشيخ مرافئ حياتي بغيابك
ولا ينقص عمري وسأبقى ذهبا لامعا
سأمزق ستائر أشواقك وأحبس أنفاسي
ومن سلسبيلك وأنهارك لن أنهلا
أمتلأ القلب أثقال ...... وهموم
وضاع بطلاسمك ..... وشرب الحنظلا
فالحب بريء منك وأزهارك ذبلت
وانقطع الوصال في فضاءنا وتشرد
وتفككت شخصيتك وشاخت مرافئ عمرك
وأصبحت مثل فصل الخريف جافة
سقطت اوراقك الصفراء من أغصانك
وتفرقت الغيوم وانقطع المطر
فقرر قلبي صامتا أن يرحلا
غازي الرقوقي
سورية
تعليقات
إرسال تعليق