ستتساقط الأقنعة بقلم الشاعر المتألق فريد المصباحي
ستَتَسَاقَطُ الأقنِعةُ ...
إذا كنتَ شَخصاً مُهمّاً
كما أوهمُوكَ
فوقّع لِنفْسكَ شهادةَ تميُّزكَ
فقدْ أخدَعتَهم وأخدَعُوكَ ٠٠٠
وٱجْعلْها على ظهرِ بَطنكَ كتَعريفٍ
لجُغرافيا جسدِكَ ٠٠٠
إذَا كُنتَ شَخصاً عظيمًا كما تدّعي ٠٠٠
فَأنا لا أراكَ
إلاّ شحّـاذاً
ولنْ أرفعَكَ
مَقاماً حيثُ أقامُوكَ ...
إذا كنتَ تَرغَبُ في
المَـــكانةِ
والــــعزّةِ
والمَـكانةِ
الرّفيــعةِ
فأنتَ في
الذُّلِّ
والمَهانَةِ
وفي الحضيضِ ،
وكرامتُكَ دُسّت
تحتَ أقدامِ
جُوعِكَ
الأبَدي الذي
تَعشّشَ في
قلبِكَ ...
أَبْشِر وَهَيِّءْ نفسكَ لِلضَّربَةِ القــــاضيةِ
إذَا كانَ يَعنِيكَ بَطنُكَ
المَنفُوخُ
بالمَفقودِ واللّعِبِ
بالنّارِ والحديدِ
فقـــــدْ وزَنُوكَ
بالتُّـرابِ وفيهِ
سيَدفنُوكَ
إذا كان يعنيكَ
بــــــطنُكَ
ومَا فيه فكُنْ فيلاً
أو خِنزيراً ...
كُنْ شحّــاذاً
أو لِصّــــــــاً
أو مريضــــاً
أو صحيحــاً
أو كـــــــذّاباً
أو مُنـــافِقاً ٠٠٠
فالسلامُ
عَلى أُمَّةٍ
نائــــــمةٍ
تَأتـمِنُ أمثالَكَ
وتَثِقُ فِيــــهم
فرفَعُوكَ زوراً
بهَذا قَـد
خدَعُوكَ
كُنْ لصّاً
أوْصعلوكاً
أو شحّاذاً
أنتَ ، أنتَ لن
تَتغيّرَ مهما نفَخُوكَ ٠٠٠
وقّعْ أوراقَ
ٱعتمادِكَ
كلــــــصٍّ
أو شَحّاذٍ
وٱجمَعْ حقائبَ
مَنقُـولاتِكَ
وتَذكّر أنكَ
تشهدُ عَلى لَحظَةٍ فنَائِكَ ٠٠٠
إذَا كُنتَ تَبحَثُ عَن شهادةِ
مِيـــــلادِك
فأنتَ بيْن الأنامِ
ثَعـــلَبٌ
مــــكّارٌ
ومَا أنتَ إلاّ إبن آوى
مراوغاً
مُنافقـــاً
وكـذّابــاً
قُلْ ما شـــــئتَ
وٱفعلْ ما شِئتَ
وكُل مــــا شِئتَ
وٱركَب ما شئتَ
فـــأنتَ
شـحّاذٌ
ولِـــصٌّ
ستَشتَري الدُّورَ
لكنك لن تَنعَمَ
بالسّعادةِ
ستَشتَري الأدوِيةَ
لكنكَ لن تَفوزَ
بالعَافيةِ
ستَشتَري الطّعامَ
لكنّكَ لن تشعُرَ
بالشهيةِ
إِنَّها الحقيقةُ الّتي مهما نِلتَ
من نَصيبِ الدُّنيا
يوماً يكونُ
القَبرُ مأواكَ ٠٠٠
إذَا لَم تَجِدْ
غبيّاً أو مُغفّلاً
كما تَتَمنى
فَقُلْ : أَكْثَرُ البَشرِ بَقَـــرٌ
تأكـلُ غِلّتَــــهم
وتَسُبُّ مِلّتَــهُم
وبِلَبـنِ أثدائِهم
يسقَونَكَ ...
إذَا كانَ الكونُ لكَ وَحدَكَ ولم يَســعْكَ
فٱطلُب من اللهِ
أن يفنَى البشــرَ
ويزرعِ الأرضَ
الحَــجرَ
وٱجعلهُ حجَرَ
تَيمُّمٍ
كي لا يَطلُب
التَّحرّرَ مِنكَ ...
إذا كنتَ تظُنُّ
أنّ البشرَ خُلِقَ
بِلَا فَــــــــائِدَةٍ
وبلاَ قــــــــيمةٍ
وأنتَ في القمّةِ
وغيرُكَ عدمٌ
فالأوْلى بـكَ
أن تُحَرِّرَ ضَميرَكَ
المُتَـــعفِّنَ
من بَراثنِ
الكِبْـــــــرِ
والغُـــرورِ
الذِي في قلبِكَ
الحَقودِ ...
أراكَ تكرَهُ
النُّصـــــحَ
وتُبعِدُ عنكَ
كلّ من يُكدّرُ
صفوَ حياتِكَ
وتجعلُ من أوهامِــكَ
وأحلامِكَ
وِسادةً تتَوسّدُها
على ظهرِ
مَـــن وثقَ
فيكَ ووجدَ في كلامِكَ الحلوِ
راحةً
كونكَ تَبِيعُ لهُم الوَهمَ
الذِي تُتقِنُـــــهُ ...
يظنُّونَ أنكَ حكيمٌ
وجَهبَذٌ ...
أخبرْهُم يوماً فقَط أنكَ شحّاذٌ
لِـــــــــــصٌّ
وبلا حَـياءٍ
ليَعلَمُواْ
ويَختارواْ بين البقاءِ
معكَ أو يَنبَذُوك ...
لَمْ تُطَالِع كِتَاباً ، عَدَا وَاحِداً
وهو "كيفَ السبيلُ
لجمعِ مـالٍ
وغَرفِهِ بمنْخَلٍ
ومِنجَلٍ "...
إذا تَسَاوَى لديكَ هكذا
الحَلالُ والحرامُ فَالَّذِي سَمّاكَ
رَجُلاً لم يرَ
فيكَ بــــعدُ
لصّــــــــــاً
أو شحّاذاً
أخفيتَ عنهُم
وجهكَ
الحَقيقي
نعم أنتَ بارعٌ في لبسِ قِناعٍ أو أكثَر
لكنّ الأيامَ ستُسقِطُ عنكَ ما لبِستَ
ويلعنوكَ ..!!
بقلمي : فريد المصباحي/ المغرب
٢٠٢٢/٠٦/١٩
تعليقات
إرسال تعليق