عند رحيلك بقلم الشاعر المتألق عباس خلف عباس


 الى عالم الدفء تهاجر حروفي طيورا فضية ..

" آخر البشوات "

عند رحيلك ..

أرخت الى زمن كان الفاصل

بين الحلم والحقيقة ..

حلم الورد والعصافير 

وحقول القمح الذهبية

وفجأة رحلت كل الضحكات

كالطيور المهاجرة

وتناثرت حروف الأمل مع آخر 

حفنة قمح ذراها "المرواح" ...

فكان الألم ..

سطرها الراسخون في الجهل حكاية

وكأنها أضغاث يقظة 

وأدت آخر شفة تبتسم ...

بسمتك التي لم تزل تكتب تأريخها

على طاولة الأحزان ...

رحلت مؤمنا أن زمنك لن يطول 

مع المكائد ..

برحيلك قاءت الخفافيش ضحكاتها

القيح في موسم الحصاد ..

فاسود وجه الخضرة ....

أيها الراحل بلا طقوس

تركت صغار الحنايا  يلهثون ، يرضعون الألم

من علامات التعجب !!! ...

مروا كقشة جرفتها الجواري 

الى حيث برك الملح ..

أي دم بارد ذلك الذي كان يجري

في بقاياهم الرمادية ..

سعلوا كل أحقادهم فعج المكان

بالرماد والنحيب

وانطفأت عندها قناديل المدينة

الخضراء ..

سيروا مراكبهم المحناة بالشنار .

... وكنت صامتا لا تعبه بالترهات 

ف علا صوت الرصاص ..

وتناثرت أشلاء الحلم ..

أوراق تحترق ..

ياااااااااا أيها الفارس بكل المعاني

كم وكم حلمت بك الجميلات ..

وكم تغنت بك العصافير ..

وكم غازلتك السنابل والقطا

في حقول الحالمين ..

حصانك الأبيض مازال يصهل على

باب الأمنيات ..

وسرجه الأسود مازال دافئا ..

لم ترجلت ولم تنه مفاوضاتك بعد

مع الملك .. وأقصد عزرائيل

نعم كان مغرما بالفرسان ..

وأقصد عزرائيل ..

يرفعهم وهو يبتسم 

وأقصد  ...! 

نعم هو ذاك .. عزرائيل

يرفعهم وهو على يقين بان آثار اقدامهم

ستنبت ربيعا دائم ..

ايها البهي ..

لماذا غرست في نفوسنا نصول

الذكرى ورحلت ..

وها نحن ننادم حماماتك على نخلاتك 

وهي تناديك..

عد .. فبعدك لم يعد الظل باردا

عد .. فبعدك لم تعد البلابل تجيد 

تخمير التين ..

عد .. فبعدك لم تعد الغيمات تمسح

جدائل النخيل ..

عد .. فبعدك ساد العاقول .. 

وأنت الجروف 

أتسمع الأنين ؟ ..

وبعد نوم طويل عاقر الكوابيس ..

فجرك ينهض من جديد ..

وبذور الطيبة التي نثرتها يديك

تشق خواصر السواقي 

لتثمر زهرا بلون حلمك ..

الوردي ..

تزين الدروب عطرا ومرايا ..

وحان أن تخطك الأقلام 

قمرا فضيا

على بوابة الأندلس ..

....... ........ ........ الوصي شوكة

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

يا عازف العود… .. الشاعر والمبدع علي جابر الكريطي

يا ساقي الورد لطفا بقلم الشاعر هشام كريديح

انتي وتيني // بقلم الشاعر عبد السلام حلوم