عودة بقلم الشاعر المتألق الهادي العثماني
عـــــــودة
~~~~~
هل اذا عدتُ مع صبح الربيع الغضّ
تـعرفـنـي الزهـور؟
وهل لعودتي يا ترى تشدو الطيور
وهل اذا رجعت مواكبي في ضياء الفجر
يسبقـهـا الـعبـيـر
وهل أعود من التغرب في دروب البعد
ذا سفري الكبير
يشدني، ويردّني
ويهدّني بالشوق
إني هاهنا طفل غرورُ
ولي خرائط غربتي،
لي أمنياتي الخضر تهفو،
والنوى قلق خطير
ولي دروب التيه في التيه المعلق بالسراب
لظـى، سعـيـرُ...
لي دروب الحب
شدو الحب من زمن الصبى
وتمزّق الأوصال في عهد الشبيبة
وانشراخ كهولتي
ولظى المواسم بوحها نار ونور
ولي احتراف الوجد،
لـي تلك الهويـة،
لي الهوى الغجريُّ يحلم
في انين الناي ذكرى تهزّني
طـافت عـطـورُ
ويشتكيني الليل المدجُج بالمنى
للحلم يشرخه التغرّب عُـنْـوَةً
ظلت ليالي العمر تقرع للرحيل مطيتي
تطوي المَهـامِـهَ والنوى والتيهَ
يرهقها المسير...
كم اعتنقت العشق يا لغة الهوى
عـمـرا تشظّـى...
كم كتبت الفرح ، فامّحتِ السطور
انا هنالك أو هنا أشكو القصائد وحشتي
هـاجـت بُـحـــورُ...
فهل أعلّـق لهفـتـي؟
إن عدتُ يسلمني الطريق الى منافذ فرحتي
تشـدو الأغــانـي؟
ويحتفي الأحباب في عرس اللقاءِ بعودتي
تـهـمـي القـوافــي،
ويعزف الناي المقدّس لحنه،
فـنَـمُــرُّ مـن وجــعٍ إلــى ولــــعٍ
يوشّح ذا اللقاء مع الأحبة
هـاهــنا فــرح وثـيـــرُ
الهادي العثماني \ تونس
تعليقات
إرسال تعليق