سفر الضحى // الشاعر بسام محمد سعيد
سِفرُ الضّحى 41
الوِئامُ النّقيّ
لأنّنا بالشّوقِ نحيا
وبالحنينِ نتجدد
وبالوصالِ نولد
لأنّنا من عشق النّهار للضّوء وُلِدنا
ومِن هَيامِ النّجمةِ بالقمرِ تتلمذنا
على عشق النّجومِ للسُّها
ومن فداء الأرضِ المبارَكَةِ بالدّماءِ الزّكيّةِ
تكوّنّا
ومِن قطراتِ دموعِ المآقي على الغيابِ
وساعةَ التّداني
تذوّقنا طعمَ الشّوقِ والوِئامِ النقيِّ
للعاشقِ والمعشوقِ
لأنّنا باسمِ سيّدنا الأعلى تعاهَدنا
في محرابِ العهدِ
أقسمنا قسم الوفاءِ والولاءِ
ما حيينا
وبعد الرّحيلِ إلى موطننا الأصليِّ
وقّعنا بأسمائنا الحُسنى
على أمانة الوعدِ
بصَمنا بأصابِعنا العشرين
على انتمائنا لإلهنا الواحدِ
وأنانا الواحِدِ
في حضرة البوحِ المُعتَقِ
بسلافةِ حبّنا السّرمديِّ
أقسمنا وللقسمِ حقٌّ علينا
لأنّنا عُشّاقِ الأرضِ العذراءِ
في بلادِ التّينِ والزّيتونِ
والياسمين
طوبى لِمَن تماهى في أُنسِ الحبيبِ
وإن غابَ عن العينِ
وطالَ أمدُ الإيابِ والتّلاقي
فرغم الجوعِ واليباسِ
والقحطِ المُبينِ
نُجدّدُ النّداءَ بأنّنا على العهدِ باقونَ
عائِدونَ إلى حِجرِنا الدّافئِ
إذا أقبَلَ الشّتاءُ
وجَنَّ الصّقيعُ في موطنِ
الشّمسِ والقَمر
نُرتّلُ تراتيلَ الإيابِ
من مغيبِ الشّمسِ إلى طلوعِ الفَجرِ
نُرَنّمُ للعاشقينَ ترانيم الودادِ الأبديِّ
باسم ثالوثنا الأقدسِ
العهدُ والوعدُ والقيامة المجيدة
د. بسام سعيد
تعليقات
إرسال تعليق