قالت وداعا بقلم الشاعر أبو مظفر العموري


 قالت:وداعاً!!!

..................

شَحَّ العبيرُ فَعَزّ الوَصلُ والغَزَلُ

حينَ أختَفَت فَجأةً عن ناظري أمَلُ


رأيتُها..ليتَ عيني قبلها عُمِيَت 

كي لا تراها ونارُ العشقِ تشتعِلُ


فيها الجمالُ تَحَدَّى كلَّ فاتنةٍ

قد هامَ فيها سُراةُ القومِ والخَوَلُ


رأيتُها فَسَرَت في القلبِ عاصِفةٌ

كأنَّما حَطَّ في أطرافيَ الشللُ


عشقتُها عشقَ مجنونٍ وعنترةٍ

فكم بكيتُ.وكم تاهتْ بيَ السبُلُ


حوراءُ إن نَظَرَتْ من لحظِها سلبتْ

أعتى العقول وأفنى فكرَها الخَبَلُ 


في وَجهِها خَفَرٌ في عينِها حَوَرٌ

في نطقِها دُرَرٌ في ريقِها عَسَلُ


في خَصرِها هَيَفٌ في صدرِها تُحَفٌ

في طبعِها رَهَفٌ في ساقِها خَدَلُ


هيفاءُ قد ملكَتَ عرشَ الجمالِ كما

بلقيسَ والعرشُ فوقَ الماءِ ينتقِلُ


لكنَّ عرشكِ باقٍ في مُخَيِّلتي

وَمارِدُ الجنَّ نحوَ العرشِ لا يَصِلُ


ثارت براكينُ شوقٍ ضمنَ أورِدَتي

والنارُ في القلبِ ما تنفكُّ تأتَكِلُ


يوماً على بَرَدى ما زلتُ أذكُرهُ

كانَ الوداعُ الذي تُدمى لهُ المُقَلُ


قالتْ:وَداعاً.فسالَ الدمعُ مندفعا ً

فَكادَ قلبي منَ الأضلاعِ يَنبزِلْ


كَلَبوةِ الغابِ تَزْهو في عَرينَتِها 

وشِبلُها آمِنٌ في الغابِ ينتقلُ


عشقُ الأُسُودِ وَفاءٌ ليس يدرِكُهُ 

بنو الثعالبِ حَلَّ الأسْدُ أم رحلوا


قالت وقد كَفْكَفَتْ كَفِّي مَدَامِعَهَا :

يا مالكَ القلبِ في هجرانكَ .الأجَلُ


حتى الحروفُ أصرَّتْ أن تعانِدَنِي 

إن غابَ طيفُكَ غابَ الوحيُ والأملُ


كأنّني حينما فارقتُها ولدٌ

أضحى (عَجِيَّاً) غزا أطرافَهُ الهَزَلُ


لا أمّهُ. حَيَّةٌ تأتي فتطعمهُ 

ولا أباهُ درى في أنَّهُ. هَمِلُ


تبكي وأبكي وتبكينا صديقتُها

والدمعُ من صاحبي ما انفكَّ ينهملُ


تقولُ لي عينيَ الثكلى ببؤبئها 

(الهجر جرحٌ...ولكنْ..ليسَ يندملُ)


وقالَ لي صاحبي لما رأى ألمي 

كفكفْ دموعك واصبر أيها. الرجلُ


يا صاح كل الذي تلقاه ُ أعرفُهِ

يا صاحِ لولا الهوى ما أطَّتِ الإبِلُ


فاصبِر تَنَلْها وَبُحْ شِعراً فإنَّ بهِ

سِحرٌ وَفيهِ يُدَاوى الدَّاءُ والعِللُ


فصرتُ أكتبُ أشعاري وأرسِلُها

وَكُلُّ حرفٍ بِها ناداكِ : يا أمَلُ

..... ... .....

أبو مظفر العموري 

رمضان الاحمد.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

يا عازف العود… .. الشاعر والمبدع علي جابر الكريطي

يا ساقي الورد لطفا بقلم الشاعر هشام كريديح

انتي وتيني // بقلم الشاعر عبد السلام حلوم